2015-12-24 14:42:00

رسالة البطريرك الراعي لمناسبة عيد الميلاد


وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رسالة الميلاد إلى اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا، أكد فيها أن كل ظلمة في الحياة تتبدد بنور شخص المسيح وقال إن التهاني والتمنيات نقدمها لجميع إخوتنا وأخواتنا في الأبرشيات والرهبانيات، في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وبلدان الانتشار، وبخاصة للذين يعانون من ويلات الحرب في سوريا والعراق والأراضي المقدسة وسواها. لا أحد يستطيع أن يكون "صانع سلام"، ما لم يمتلكه في داخله "كثمرة لسلامه مع الله في قرارة ضميره. عندها يستطيع أن يبنيه سلاما اجتماعيا مع الناس بحل النزاع وسوء التفاهم وممارسة العدالة ورفع الظلم، ومع الفقراء والمعوزين بإغاثتهم؛ وأن يبنيه سلاما سياسيا ووطنيا بخدمة الخير العام واحترام القانون وإحياء مؤسسات الدولة وحفظ المساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات وإنماء الشخص البشري بكل أبعاده الروحية والإنسانية والثقافية والاقتصادية، لكي تتوفر له حياة كريمة.

لم تخل رسالة البطريرك الراعي من الإشارة إلى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان إذ قال: لقد تمنينا مع شعبنا أكثر من مرة، وطالبنا الكتل السياسية والنيابية في لبنان أن يهدوا الشعب اللبناني والوطن ومؤسساته رئيسا للجمهورية، فيرفعون بذلك الشعب من اليأس إلى حالة الرجاء، ومن الخوف والقلق إلى حالة السلام، ويمجدون الله بممارسة عملهم السياسي الذي يندرج أساسا في النظام الطبيعي الذي وضعه الله لكي يعيش الناس والشعوب في سلام، ويتفاهموا ويرعوا شؤون مدينة الأرض بحيث ينعمون بالخير والعدل، على يد سلطة سياسية توفر لهم كل ذلك.

بعدها أكد غبطته أن الحكومة اللبنانية لا تستطيع إهمال قضية النازحين السوريين إلى لبنان الذين كان عددهم في العام الماضي مليون ونصف المليون، وقد ازداد ربع مليون بالولادات الجديدة، وأصبح عدد الطلاب السوريين أربعمائة ألف طالب. وفيما نحن متضامنون إنسانيا مع الإخوة النازحين ومع حاجاتهم المعيشية، فإنا نخشى، إذا طال بقاؤهم في لبنان، أن يستغلوا من قبل المتطرفين والتنظيمات الإرهابية لأهداف تخل بالأمن والاستقرار، وأن يروا نفوسهم مقحمين على ارتكاب جرائم لكسب المال وخلق الفوضى وزعزعة المجتمع.

فيما يتعلق بالصراع السوري قال البطريرك الماروني: إننا نشكر الله على القرار 2254 بشأن سوريا الذي صدر عن مجلس الأمن والخاص بإيقاف الحرب وإيجاد الحلول السياسية وتهيئة الظروف المؤآتية للعودة الآمنة للاجئين والنازحين خارجيا وداخليا إلى مناطقهم الأصلية وتأهيل المناطق المتضررة. لكننا لا نرضى بأن تكون عودة النازحين "طوعية" كما جاء في نص القرار. فما ينطبق على اللاجئين إلى أوروبا وغيرها لا يمكن أن ينطبق على النازحين إلى لبنان، ومنعا للمطالبة فيما بعد بتوطينهم ومنحهم الجنسية اللبنانية. بل يجب أن تكون العودة إلزامية، لكي يحافظوا على حقوقهم في وطنهم، وعلى هويتهم الوطنية، الثقافية والحضارية. وفي كل حال، نواصل صلاتنا من أجل إحلال السلام في منطقتنا التي منها أعلن السلام للعالم بمولد "أمير السلام" يسوع المسيح.








All the contents on this site are copyrighted ©.