2015-12-23 13:10:00

رسالة مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية نحو اكتشاف الجمال


"إنه زمن روحانيّة شركة لأن الكنيسة ليست مسيرة نقوم بها منفردين وإنما مع بعضنا البعض" هذه هي الدعوة التي وجهها الكاردينال جواو براز دي أفيز عميد مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية في تقديمه للرسالة الثالثة لهذا المجمع تحت عنوان: "تأملوا. للمكرسين والمكرسات على خطى الجمال".

تابع عميد مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية مشيرًا إلى أنه ينبغي التأمل في الثالوث المقدس لنتمكن من فهم كل علاقة لاسيما العلاقة مع السلطة والطاعة في معاهد الحياة المكرّسة، إذ ينبغي أن تكون علاقة يسعى فيها الطرفان للبحث عن إرادة الله ومشيئته. بعدها ذكّر الكاردينال جواو براز دي أفيز أن الدخول في التأمل يعني على الدوام إعادة خلق العلاقة بين الله وبيننا؛ وبما أن الله هو ثالوث من الأهميّة بمكان أن نختبره مختبرين علاقة الحب في عمق العزلة والصمت. من هنا وجّه عميد مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية الدعوة للاعتراف أن هناك أولاً ما ينبغي اكتشافه في الآخر لنتمكن من الوصول إلى الله، إنه ليس بالموقف السهل ولكن يمكننا أن نكتشفه مجددًا إذا تعلّمنا من تواضع يسوع الذي صار طفلاً في سرّ الميلاد.

أما من جهته فقد تحدث المطران خوسيه رودريغيز كاربالّو أمين سرّ مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية عن التنشئة على البعد التأمّلي للحياة المكرّسة وقال إن مختلف أشكال الحياة المكرّسة التأمليّة والرهبانيّة والرسوليّة والأخوّات الجديدة تستقي جميعها من ينبوع التأمّل وتجد في التأمل راحتها وقوّتها. في التأمل تلتقي بالسرّ الذي يسكنها وتجد الملء لعيش الأسلوب الإنجيلي للتكرُّس والشركة والرسالة. لذلك لا يمكن لمرحلة التنشئة أن تستثني التربية على حياة التأمّل. تابع المطران خوسيه رودريغيز كاربالّو مشيرًا إلى حاجة شباب اليوم وبحثهم عن فسحات صمت وإصغاء لصوت الله وعن عيش خبرات روحيّة، وشرح في هذا السياق أن هذه الرسالة الثالثة لمجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية تخصص فصلاً كاملاً للتنشئة كالتزام يُطلب من الأفراد والجماعات لعبور عتبة السرّ والغوص في تأمل وجه الأجمل بين بني البشر، فنتعلّم كيف نكتشفه في وجوه الإخوة المشوّهة. إنها دعوة تظهر في أسلوب الجمال والرحمة وفي تناغم "رقصة" الخليقة، فالجمال والرحمة والعناية بالبيت المشترك تشكل مسيرات تنشئة ملموسة تساعد في عيش البعد التأملي في جميع أشكال الحياة المكرّسة.

وختم المطران خوسيه رودريغيز كاربالّو أمين سرّ مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية بالقول نحن مدعوون لنسير في درب الجمال التي تشكّل مسيرة إيمان وبحث لاهوتي. في الواقع، ينبغي على دروب التنشئة أن تساعدنا لنقرأ داخل الأمور ونسير الدروب التي تقودنا نحو مصدر الجمال والتناغم. إنها دروب تنشئة تقود من خلال أشكال الفنِّ والموسيقى والأدب لاكتشاف خالق الجمال ومبدعه.          

 








All the contents on this site are copyrighted ©.