2015-12-23 13:18:00

الكاردينال بارولين يحتفل بالقداس الإلهي في مركز الأب ماريو بيكي


مع اقتراب عيد الميلاد المجيد احتفل أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين عصر أمس الثلاثاء بالقداس الإلهي في مركز الأب ماريو بيكّي لإعادة تأهيل المدمنين وللمناسبة ألقى الكاردينال بارولين عظة قال فيها اليوم تمّ لنا جميعًا زمن المجيء وتحولت قلوبنا إلى مهد حيث وكما في مغارة بيت لحم سيولد أيضًا الطفل يسوع.

تابع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان يقول إن يسوع يولد مجدّدًا بشكل خاص في قلوبكم أنتم الذين تعيشون برنامج إعادة التأهيل من المخدرات لا بل أفضل القول أنتم الذين تعودون إلى الحياة، إلى الحياة الحقيقيّة! وكلمات الإنجيل التي سمعناها اليوم هي موجّهة لكم، ويمكننا أن ننشد "تعظّم نفسي الرب" لأن الرب قد نظر إلى حياتكم ومدّ لكم يده وحرّر الإنسان من سلطان الخطيئة والموت. إنه عيد ميلاد مميّز لكم ولعائلاتكم التي تعضدكم وتصلّي من أجلكم وتتألّم معكم وتترجّى مع كلّ فرد منكم. إنه عيد ميلاد مميّز لمن انتهى برنامج إعادة التأهيل من خلال مسيرة طويلة لم تكن بالتأكيد سهلة ولكن كما يعلّمنا البابا فرنسيس: "لا يهمّ أن نقع ونسقط ولكن ما يهمّ هو ألا نبقى أرضًا!".

أضاف الكاردينال بارولين يقول إن الأب ماريو والذي نذكره اليوم في هذه الذبيحة الإلهيّة في الذكرى الخامسة لوفاته، قد كان للعديدين منكم ذلك السامري الصالح الذي يخبرنا عنه يسوع. لقد كان كذلك في الأمس عندما خلّص حياة الكثيرين من دوّامة المخدرات وهو هكذا اليوم أيضًا يتابع بعد موته من خلال الذين يعيشون اليوم في هذا المركز حيث كلّ شيء يتحدث عنه وعن الخير الذي فعله ويتابع فعله من خلال أياديكم. إن وجودي معكم اليوم لعيش هذا اليوبيل المميّز للرحمة هو أيضًا مناسبة لأحمل لكم حنان الأب الأقدس، ومعه نريد أن نردّد: "لا لأي نوع من المخدرات! نعم للحياة، نعم للحب، نعم للآخرين، نعم للتربية، نعم للرياضة، نعم للعمل". ولنجد القوّة لنقول "نعم" لهذه القيم ينبغي علينا أولاً أن نقول "نعم" للرب ونثق به، ونكتشف مجدّدًا أنه يحبّنا ويريد سعادتنا وأنه بإمكاننا أن نتحرّر.

تابع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان يقول إن حياتكم مع الندبات التي تحملونها والتي تحدّث عن الألم تخبر أيضًا عن قيامة المسيح التي تمّت فيكم. نعم أيها الإخوة الأحباء أنتم اليوم تقومون من الموت مع يسوع إلى حياة جديدة، وتلتزمون كتلميذي عمّاوس لتسيروا مع المعلّم على الدوام عبر دروب الحياة لكي لا تقعوا مجدّدًا في الأخطاء عينها. في لحظة الفرح هذه لا يمكننا أن ننسى ما يذكّرنا به البابا فرنسيس بأن آفة المخدرات لا تزال تفسد بأشكال وأبعاد هائلة، يغذّيها سوق منحرف، يتخطى الحدود الدوليّة والقاريّة، وبهذا الشكل يزداد نمو الخطر على الشباب والمراهقين. وإزاء هذه الظاهرة لا يمكننا ألا نعبّر عن الألم والقلق الكبيرين اللذين يجتاحاننا: لا يمكن للكنيسة أن تلتزم الصمت! والأب الأقدس يدلنا على الدرب الذي ينبغي إتباعه: المخدرات لا تُقهر بالمخدّرات! وإنما بفرص العمل والتربية والرياضة والحياة السليمة هذا هو درب الوقاية من المخدرات. فإذا تحققت هذه الـ "نعم"، لن يكون هناك مكان للمخدرات بعد الآن ولا للإسراف في شرب الكحول أو أي إدمان آخر؛ وبالتالي لا يمكننا أن نكتفي بعمليات إعادة التأهيل وإنما يجب علينا أن نعمل على الوقاية أيضًا. ينبغي أن نفكّر بعمل وقاية يُترجم من خلال تدخّل على الجماعة بشموليّتها لكي يشمل العمل التربوي والثقافي والتعليمي عددًا أوسع من الشباب وليس فقط المجموعات التي يهددها الخطر.

وختم أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين عظته بالقول لقد التزمتم خلال السنوات الأخيرة أيضًا في استقبال اللاجئين ودعم المسنّين المتروكين والمرضى المهددين بالتهميش الاجتماعي. إن الكنيسة تقف بقربكم وتشجّعكم في محاربتكم لما يسميّها البابا فرنسيس "ثقافة الإقصاء". سيروا دائمًا على درب الأب ماريو بيكّي التي هي درب الإنجيل: " تَعالَوا، يا مَن بارَكَهم أَبي، فرِثوا المَلكوتَ المُعَدَّ لَكُم مَنذُ إِنشاءِ العَالَم: لأَنِّي جُعتُ فأَطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيتُموني، وكُنتُ غَريباً فآويتُموني، وعُرياناً فَكسَوتُموني، ومَريضاً فعُدتُموني، وسَجيناً فجِئتُم إِلَيَّ" (متى 25، 34- 36). أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، ليشّع في قلوبكم وقلوب عائلاتكم ذاك الفرح النابع من مغارة بيت لحم، ولتحفظكم العذراء مريم أم الرب يسوع ولترافقكم في كل يوم من حياتكم.








All the contents on this site are copyrighted ©.