2015-12-19 10:05:00

رسالة بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك لعيد الميلاد 2015


وجه بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك صاحب الغبطة غريغوريوس الثالث رسالته لعيد الميلاد 2015 استهلها بالقول: إنّي أُبشِّركُم بفرحٍ عظيمٍ" لقد ولد لكم اليوم مخلِّص هو المسيح الربّ" (لوقا 10:2 ـ 11) بهذه الآية يبدأ الإنجيل المقدَّس. بالبشرى! بالإنجيل! بالفرح! هكذا يبدأ إنجيل ربنا وإلهنا ومخلِّصنا يسوع المسيح. وهكذا تبدأ المسيحيَّة. وهكذا يبدأ إيماننا المسيحي المقدَّس. هذا هو عيد الميلاد المجيد. في هذا العيد، وفي هذا العام نسمع من جديد ملاك الميلاد في الليلة الظلماء، في حقول بيت ساحور وبيت لحم، وفي كلّ أرجاء العالم، نسمع من جديد صوت الملاك يبشِّرنا كلّنا بدون استثناء، ويبشِّر بنوعٍ خاصٍّ كلَّ من تصله هذه الرسالة: إنَّني أبشِّركم بفرحٍ عظيم. إنَّني أحمل لكم إنجيلاً. هو إنجيل الفرح. هذا الفرح هو  يسوع نفسه، المخلِّص، المسيح الرّبّ، الفادي، الصديق، الإله المحبّ البشر، الكثير المراحم، المحبّ الصدِّيقين والراحم الخطأة، والداعي الكلّ إلى الخلاص بموعد الخيرات المنتظرة.

وممّا جاء في رسالة البطريرك غريغوريوس الثالث نقلا عن الموقع الإلكتروني لبطريركية الروم الملكيين الكاثوليك: اليوم أكثر من أي يوم مضى، يحتاج عالمنا، نحن نحتاج، تحتاج عائلاتنا، تحتاج بلادنا... يحتاج كلّ إنسان معذَّب، خائف، متشكِّك، جائع، عطشان، نازح، مريض، يائس، يحتاج إلى الفرح! ولهذا السبب اخترت هذا العنوان لرسالة الميلاد في العام الخامس لدرب صليب بلادنا العربيَّة، لاسيَّما سورية. عالمنا العربي، كنائسنا، جماعاتنا، بطاركتنا، مطارنتنا، كهنتنا، شمامستنا، رهباننا، راهباتنا، وأبناء رعايانا وبناتها، مواطنونا، العالم بأسره. كلّهم يحتاجون إلى هذا الفرح الذي يبشِّر به ملاك عيد الميلاد المجيد: "إنّي أبشِّركم بفرحٍ عظيم!" بهذه البشرى ومن خلال هذه الرسالة نتوجَّه إلى جميع كنيستنا الروميَّة الملكيَّة الكاثوليكيَّة، رعاة وإكليروسًا، وشعبًا... لا بل نتوجَّه إلى جميع الناس، وإلى كلّ من يقرأ هذه الرسالة، نتوجَّه بهذه البشرى لكي نبعث في قلب الجميع فرحًا جديدًا، هو فرح الإنجيل، فرح الربّ يسوع المخلِّص، الطفل الجديد، والإله الذي قبل الدهور. هذا ما دعانا إليه قداسة البابا فرنسيس في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" (عام 2013)، قائلاً: "فرح الإنجيل يملأ قلب وكلّ حياة جميع الذين يلتقون يسوع. أولئك الذين ينقادون له، يحرِّرهم من الخطيئة والحزن والفراغ الداخلي والعزلة. مع يسوع المسيح يولد الفرح ويولد دائمًا من جديد" (فرح الإنجيل 1)...

وتوقف البطريرك غريغوريوس الثالث في رسالته عند كلمات البابا فرنسيس في السابع من تموز يوليو من العام 2013، قبل صلاة التبشير الملائكي: لا تخافوا أن تكونوا فرحين! لا تخافوا من الفرح. هذا الفرح الذي يعطينا إياه الربّ يسوع، عندما نتركه يدخل حياتنا... وأضاف غبطته: هكذا على من لديه أسباب للفرح أن يشرك الآخرين بفرحه! وليحاول أن يبعث الفرح والأمل والرجاء والتفاؤل والابتسامة لدى الآخرين. وهكذا نضاعف فرحنا بفرح الآخرين. هذه هي قوَّة الإنسان أمام الضيق والألم والحزن والمرض والشدَّة على أنواعها. هذه هي قوّتنا أمام الأزمات الخانقة التي تنغّص عيشنا وتُرهق نفوسنا وتدفعنا إلى اليأس والإحباط... وإلى الهجرة الدامية النازفة التي تُفقِدُ مجتمعنا خيرة قواه لاسيما شبابه ومثقّفيه ومفكّريه وصانعي تاريخه ومستقبله! اليوم وأكثر من أي يوم مضى نحتاج إلى الفرح، لأن أسباب الحزن والألم والإحباط كثيرة... الفرح يولد مرارًا من لحظة، ومن اللحظة الراهنة. ولا يأتي من الخارج. إنَّه فرح في الداخل ومن الداخل، ويمكن القول: إنّه فرح شخصي ومحلّي ومباشر... إنه فرح صرف نقيّ، عفويّ، عميق، شخصيّ، نابع من عمق أعماق الإنسان، ويفوق كلّ فرح آخر!...

وأضاف البطريرك غريغوريوس الثالث: ربما يقول قائل لدى قراءة هذه الرسالة التي فيها التبشير بالفرح: إنَّكَ يا سيِّدنا البطريرك خارج الزمان والمكان! وكأنَّكَ تعيش في برجك! ولا ترى الواقع المؤلم المرَّ مرارة العلقم! وليس في الأفق أيَّة إشارة للفرح والفرج ولنهاية هذا النفق المظلم، ودرب الصليب الدامي، الذي يسير فيه مشرقنا ولاسيَّما سورية منذ خمس سنوات!!! أعلمُ ذلك حقَّ العلم! وأعيشُ كلّ يوم مأساتَنا كلّنا المشتركة. وأسيرُ بأقدام دامية مع شعبي حاملاً الصليب اليومي! ولأنَّ هذا الصليب دامٍ! وهذه الجلجلة قاسية! وهذا النفق مظلم! وهذا الأفق مغلقٌ... لأجل هذا اخترتُ عنوان رسالتي، مردِّدًا للجميع مع الملاك: إنَّني أبشِّركم بفرح عظيم! ما تحتاجونَ إليه، أمام المآسي والضحايا والشهداء ومئات بل آلاف القذائف والصواريخ... وأمام مشاهدِ الدمارِ والبربريَّة والقتل والعنف والتعذيب... أجل ما تحتاجونَ إليه اليوم يا أحبائي هو الفرح! أردتُ أن أُساهم في إدخال الفرح الروحي، فرح الإيمان والرجاء والمحبَّة والأمل والثقة والتفاؤل والسعادة والهناء...  وفي ختام رسالته احتفالا بعيد الميلاد المجيد، قال بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك: ومع بولس الرسول أردِّد: افرحوا! وأيضًا أقول افرحوا!ميلاد مجيد! وعام سلام وأمان ومحبّة! يكون عام السلام لسورية وللمنطقة بأسرها وللعالم!








All the contents on this site are copyrighted ©.