2015-12-19 14:23:00

البابا فرنسيس يفتح باب الرحمة في مركز كاريتاس في روما


ترأس قداسة البابا فرنسيس عصر أمس الجمعة القداس الإلهي في مركز كاريتاس في روما حيث فتح بابًا للرحمة في نزل دون لويجي دي لياغرو التابع لكاريتاس أبرشيّة روما وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة استهلّها بالقول إن الله يأتي لخلاصنا ولا يجد طريقة أفضل للقيام بذلك إلا من خلال السير معنا وعيش حياتنا، وعندما اختار الأسلوب ليقوم بذلك لم يختر أميرة لتكون له أمًّا ولم يختر قصرًا فاخرًا. يبدو لنا أنه قام بكل شيء في الخفاء، فمريم كانت ابنة ستة عشرة عامًا من قرية صغيرة من ضواحي الإمبراطورية الرومانية، أما يوسف فكان شابًا يحبّها ويريد أن يتزوجّها، كان نجّارًا ويكسب خبزه اليوميّ بعرق جبينه: كل شيء في البساطة والخفاء.

تابع البابا فرنسيس يقول ولكن وإذ وُجِدَت مريم قَبلَ أَن يَتَساكنا حامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس. وكان يوسف زَوجُها بارًا، فَلَم يُرِد أَن يشهر أَمرها، فعزَمَ على أَن يُطلِّقَها سِرًّا. وما نَوى ذلك، حتَّى تراءَى له مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلم وشرح له سرّ هذا الابن، وبعد أن قامَ يوسف مِنَ النَّوم، فَعل كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ، فأَتى بِامرَأَتِه إِلى بَيتِه. كل شيء تمّ في التواضع والخفاء. لذلك فإذا أردت أن تجد الله ابحث عنه في التواضع والفقر، ابحث عنه في المعوزين والمرضى والجياع والمساجين.

أضاف الأب الأقدس يقول ويسوع عندما علّم تلاميذه والجموع شرح لهم على أي أساس سوف نحاكم، فهو لن يقول: "أنت ستكون معي لأنك قدّمت تقادم ومساعدات كثيرة للكنيسة وبالتالي يمكنك أن تدخل إلى السماء" لا! لكن ماذا سيقول لنا يسوع ليفتح لنا باب السماء؟ "ستكونون معي لأَنِّي جُعتُ فأَطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيتُموني، وكُنتُ غَريباً فآويتُموني، وعُرياناً فَكسَوتُموني، ومَريضاً فعُدتُموني، وسَجيناً فجِئتُم إِلَيَّ". نعم يسوع يقيم في التواضع.

تابع الحبر الأعظم يقول إن محبّة يسوع كبيرة جدًّا، لذلك وخلال فتح هذا الباب المقدس اليوم أرغب بأن يفتح الروح القدس قلوبنا جميعًا وأن يرينا درب الخلاص، وبأنها ليست درب الغنى والسلطة وإنما درب التواضع. ويقول لنا يسوع أن الأشدّ فقرًا والمرضى والمساجين والخطأة سيسبقوننا إلى ملكوت الله لأنهم يملكون المفتاح.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول نفتح اليوم هذا الباب ونطلب من الله أمرين اثنين: الأول أن يجعلنا الرب نفتح أبواب قلوبنا للجميع، لأننا جميعنا خطأة وجميعنا بحاجة للإصغاء لكلمة الرب وحضوره، والثاني أن يجعلنا الرب نفهم أن دروب الكبرياء والغنى والتسلّط ليست أبدًا دروب الخلاص. ليجعلنا الرب نفهم إذًا أن حنان الآب ورحمته ومغفرته يظهرون عندما نقترب من المتألّمين والمهمّشين في المجتمع لأن هناك يكون يسوع. وليجعلنا هذا الباب، باب المحبّة، باب المكان الذي يتمّ فيه الاعتناء بالعديد من المهمّشين، – ليجعلنا –  نفهم جمال أن نشعر بدورنا بالحاجة لمساعدة الله وعضده.    








All the contents on this site are copyrighted ©.