البابا يستقبل المشاركين في مشروع "بوليكورو" الذي ينظمه مجلس أساقفة إيطاليا

استقبل البابا فرنسيس هذا الاثنين في قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان المشاركين في مشروع "بوليكورو" الذي يقوم به مجلس أساقفة إيطاليا. وجه البابا لضيوفه كلمة استهلها مرحبا بهم ومعربا عن سروره الكبير للقائهم لافتا إلى أن هذا المشروع أبصر النور بهدف الاستجابة للتساؤلات الوجودية التي يطرحها العديد من الشبان والشابات في مجتمعات اليوم والذين يواجهون خطر البطالة أكان في مجال العمل أم على الصعيد الحياتي. ما لبث أن أعطى هذا المشروع ثماره الأولى من خلال تنشئة الشبيبة، وإطلاق التعاونيات وخلق جهات تقوم بعمل الوساطة داخل الجماعات. وهذا ما أظهر أن نوعية العمل الحر والخلاق والمشارِك والمتضامن يعبّر عن كرامة الحياة البشرية وينمّيها. وأشار البابا إلى أن كل عامل يتمتع بالحق في الدفاع عن كرامته البشرية، لاسيما الأجيال الفتية!

هذا ثم سلط البابا فرنسيس الضوء على الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشباب اليوم، خصوصا في مجال العمل، لافتا إلى أن العديد من الشبان والشابات يئسوا من وضعهم وتوقفوا عن البحث عن فرص عمل جديدة. وأكد أن هؤلاء الأشخاص هم اليوم ضحية البطالة، لافتا إلى أن العمل ليس عطية أو هبة تُمنح لقلة من أصحاب الوسائط، بل هو حق بالنسبة للجميع! بعدها توجه البابا إلى ضيوفه قائلا إنهم يمثلون علامة ملموسة للرجاء لدى من رفضوا الاستسلام، وقرروا الالتزام بشجاعة من أجل تحسين إمكانات العمل أو خلق فرص جديدة. وحثّ البابا الحاضرين على مواصلة تعزيز هذه المبادرات ودعاهم إلى دعم الطاقات الجديدة التي تُبذل في حقل العمل، فضلا عن تعزيز نمط من الإبداع والتخطيط المشترك وتنمية التعاضد.

وسطر البابا أيضا أهمية تربية الأجيال الفتية على البحث عن التوازن في الحياة كي لا يفقد المرء حياته باحثا عن الرخاء الزائف. وذكّر فرنسيس المشاركين في مشروع "بوليكورو" بأن واجبهم لا يقتصر فقط على مساعدة الشباب في البحث عن فرص للعمل، بل إنهم مسؤولون عن الكرازة بالإنجيل من خلال قيمة العمل المقدِّسة. وقال إنه يتألم عندما يرى العديد من الشبان العاطلين عن العمل، لافتا إلى أن نسبة البطالة في إيطاليا تصل إلى أربعين بالمائة فيما يتعلق بالشبان دون الخامسة والعشرين من العمر. 

في الختام حثّ البابا ضيوفه على عدم الاهتمام بأي نوع من العمل إذ لا بد من نبذ العمل الذي يستغل الكائن البشري ويذله، بل ينبغي أن تُعزز فرص العمل التي تجعل الإنسان حرا حقا، استنادا إلى كرامته النبيلة. هذا ثم توجه البابا فرنسيس بالشكر إلى المشاركين في مشروع "بوليكورو" على التزامهم الدؤوب، وأكد أنه يصلي من أجلهم سائلا إياهم أن يصلوا هم أيضا من أجله.