كلمة الكاردينال بارولين لمناسبة المؤتمر العالمي حول التغيرات المناخية

تستضيف العاصمة الفرنسية من التاسع والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر حتى الحادي عشر من كانون الأول ديسمبر، المؤتمر العالمي حول التغيرات المناخية. وللمناسبة ألقى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين مداخلة استهلها موجّها، باسم قداسة البابا فرنسيس، تحية للجميع، وذكّر بعدها بأنه في السادس والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر الفائت، أشار الأب الأقدس للمؤتمر العالمي حول التغيرات المناخية COP 21 في كلمة وجهها في مركز الأمم المتحدة في نيروبي، متمنيًا أن يُختتم بتبّني اتفاق عالمي و"محوّل" يرتكز إلى مبادئ التضامن والعدالة والمساواة والمشاركة، ويوجَّه نحو أهداف ثلاثة معقدة ومترابطة: التخفيف من تأثيرات التغيرات المناخية، مكافحة الفقر وتعزيز كرامة الشخص البشري. وأضاف أنه من المأساوي أن تتغلّب المصالح الخاصة على الخير العام...

أشار أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى أن اتفاقًا عالميًا ومحوِّلا ينبغي أن يستند إلى ثلاث ركائز أوّلها اعتماد توجّه أخلاقي واضح، وذكّر بهذا الصدد بأن الأشخاص الأكثر عرضة لتأثيرات ظاهرة التغير المناخي هم الأشد فقرًا، إضافة إلى أجيال المستقبل التي ستعاني من التبعات الأكثر خطورة، وأضاف أنه أمام إلحاحية هذا الوضع الذي يتطلب أوسع تعاون ممكن لبلوغ خطة مشتركة، من الأهمية بمكان أن يتمحور هذا الاتفاق حول الاعتراف بالواجب الأخلاقي للعمل في إطار تضامن عالمي، وبالمسؤولية المشتركة لكل واحد حسب إمكانياته وأوضاعه... وتابع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان مداخلته مشيرا للركيزة الثانية وقال: يجب ألاّ يحدد الاتفاق أساليب تطبيقه فقط وإنما أيضا وقبل كل شيء، إرسال إشارات واضحة توجّه تصرّفات جميع الجهات المعنية بدءا من الحكومات والسلطات المحلية أيضا وعالم رجال الأعمال والجماعة العلمية والمجتمع المدني. وهي تصرفات، أضاف الكاردينال بارولين، ترمي لبلوغ الأهداف الثلاثة التي أشار إليها الأب الأقدس... أما الركيزة الثالثة فتتعلق برؤية المستقبل، وأشار أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى أن المؤتمر العالمي حول التغيرات المناخية COP 21 لا يمثل نقطة وصول ولا نقطة انطلاق، بل محطة أساسية من مسيرة لن تنتهي بالتأكيد عام 2015. ولفت أيضا إلى أن الحلول التقنية هي ضرورية ولكنها غير كافية إذا لم يتم التطرق إلى التربية على نماذج حياة مستدامة ووعي مسؤول...  

وفي ختام مداخلته، قال أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين إن الأب الأقدس يشجّع الجميع كي يُختتم المؤتمر العالمي حول التغيرات المناخية بتبنّي اتفاق عالمي ومحوِّل مع توجيه أخلاقي واضح، يرسل إشارات قويّة لجميع الجهات المعنية، ويعتمد نظرة طويلة المدى من خلال الأهداف الثلاثة التي أشرنا إليه سابقًا ألا وهي التخفيف من تأثيرات التغيرات المناخية، مكافحة الفقر وتعزيز كرامة الشخص البشري.