2015-11-29 12:26:00

خطاب البابا فرنسيس إلى السلطات المدنية في بانغي


يتابع البابا فرنسيس زيارته الأولى إلى القارة الأفريقية حيث وصل صباح اليوم الأحد إلى المحط الثالث والأخير من هذه الزيارة إذ حطت الطائرة البابوية على أرض مطار بانغي عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث جرت مراسم الاستقبال الرسمي وكان في استقباله ممثلون عن السلطات المدنية والدينية المحلية تتقدمهم رئيسة الدولة الانتقالية السيدة كاترين سامبا بانسا. بعدها توجه البابا إلى القصر الرئاسي ليقوم بزيارة مجاملة إلى رئيسة البلاد، وتخلل الزيارة لقاء مع القادة السياسيين وأعضاء السلك الدبلوماسي. ألقى البابا للمناسبة خطابا استهله معربا عن امتنانه الكبير على الاستقبال الحار الذي لاقاه في جمهورية أفريقيا الوسطى وكشف عن تعاطفه وقربه الروحي من جميع المواطنين.

بعدها أشار البابا إلى أنه يأتي إلى هذا البلد، السائر قدما باتجاه تطبيع الحياة الاجتماعية والسياسية، بعد الزيارة التي قام بها سلفه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني لثلاثين سنة خلت وبالتحديد في شهر آب أغسطس من العام 1985. وقال البابا فرنسيس إنه يزور أفريقيا الوسطى كحاج سلامٍ ورجاء، موجها التحية إلى الجهود التي تبذلها السلطات الوطنية والدولية، في طليعتها الرئيسة سامبا بانسا، ومتمنيا أن تفضي المشاورات الوطنية التي تشهدها البلاد منذ أسابيع إلى فتح صفحة جديدة في تاريخ جمهورية أفريقيا الوسطى. هذا ثم سلط البابا الضوء على الوحدة والكرامة والعمل وهي المبادئ الثلاثة التي ترتكز عليها الجمهورية وتعكس تطلعات جميع المواطنين وتشكل بالتالي بوصلة بالنسبة للسلطات المحلية التي تمسك مصير البلاد بيدها.

وأكد البابا في هذا السياق أن الوحدة هي قيمة أساسية من أجل تحقيق التناغم بين الشعوب وهذا الأمر يتطلب تخطي مشاعر الخوف من الآخر ومما هو غريب وبعيد عن آرائنا السياسية ومعتقداتنا الدينية. أما الكرامة فهي تميّز الرجال والنساء المدركين لحقوقهم وواجباتهم وهذا ما يدفعهم باتجاه الاحترام المتبادل، وأكد البابا أن لكل شخص كرامته داعيا في الوقت نفسه من يعيشون حياة كريمة إلى النظر للمحتاجين كي يتم الحفاظ على كرامة الكائن البشري بالكامل. وكل هذا يتطلب ضمان التربية والرعاية الصحية ومكافحة سوء التغذية والعمل على توفير المسكن اللائق للجميع، ولا بد أن تتصدر هذه الاهتمامات مشاريع التنمية لإرساء أسس الكرامة البشرية في المجتمع.

أما فيما يتعلق بمبدأ العمل فأكد البابا أن العمل يساعد أهالي جمهورية أفريقيا الوسطى على تحسين مستوى حياة الأسر، كما أن الجهود التي يبذلها الوالدون تعكس محبتهم حيال الصغار. وحث البابا الجميع على حسن استغلال الموارد الطبيعية التي يتمتع بها هذا البلد الأفريقي الغني بالتنوع البيولوجي، مذكرا الحاضرين بما جاء في الرسالة العامة "كن مسبحا" التي سلط خلالها البابا فرنسيس الضوء على مسؤوليات الأفراد والمؤسسات والدول والجماعة الدولية حيال الخليقة والموارد الطبيعية.

بعدها تطرق البابا إلى الحديث عن التزام الكنيسة الكاثوليكية في تعزيز قيم الوحدة والكرامة والعمل في المجتمع، مذكرا برواد الكرازة بالإنجيل في جمهورية أفريقيا الوسطى. وأكد في هذا السياق أن الكنيسة تجدد استعدادها للإسهام في تحقيق الخير العام، لاسيما من خلال البحث عن السلام والمصالحة. هذا ثم حيا البابا الجهود التي تبذلها الجماعة الدولية من خلال أعضاء السلك الدبلوماسي وممثلي المنظمات الدولية، وحث الجميع على السير قدما في درب التضامن على أمل أن يساعد هذا الالتزام البلاد على التقدم باتجاه المصالحة ونزع الأسلحة والحفاظ على السلام. في الختام تمنى البابا أن يعمل الشعب والسلطات في جمهورية أفريقيا الوسطى في سبيل الوحدة والكرامة البشرية والسلام المرتكز إلى العدالة! 








All the contents on this site are copyrighted ©.