2015-11-27 10:52:00

البابا فرنسيس يزور حي كانغامي الفقير في نيروبي


زار قداسة البابا فرنسيس صباح الجمعة حي كانغامي الفقير في نيروبي يرافقه رئيس أساقفة نيروبي المطران كيفوفا وكاهن الرعية الأب باسكال وللمناسبة وألقى الأب الأقدس كلمة استهلها بالقول أنا هنا لأنني أريدكم أن تعرفوا أنني لا أقف غير مباليًا أمام أفراحكم ورجاءكم، أحزانكم وآلامكم. فأنا أعرف الصعوبات التي تواجهكم يوميًّا!

تابع البابا فرنسيس يقول ولكن أريد أولاً أن أتوقف عند جانب لا يمكن لخطابات الإقصاء أن تعترف به أو يبدو وكأنّها تتجاهله، أريد أن أتوقف عند حكمة الأحياء الشعبيّة. إنها حكمة تنبع من "مقاومة عنيدة يتميّز بها كلّ ما هو أصيل" (كُن مُسبّحًا، عدد 112). أنتم قادرون على نسج "روابط انتماء وتعايش، تحوِّل الازدحام إلى خبرة جماعيّة تنهار داخلها جدران الـ "أنا" ويتم تخطّي حواجز الأنانيّة" (كُن مُسبّحًا، عدد 149). إن ثقافة الأحياء الشعبية المطبوعة بهذه الحكمة المميزة تملك ميزات إيجابيّة تشكّل مساهمة للزمن الذي نعيش فيه وتظهر من خلال قيم كالتضامن وبذل الذات في سبيل الآخر وتفضيل الحياة على الموت، وتقديم مكان للمرضى في بيوتنا ومقاسمة الخبز مع الجائع.

أضاف الحبر الأعظم يقول أريد أولاً أن أُشيد بالقيم التي تعيشونها والتي لا يمكن أن تُثمّن في البورصة، أهنَّئُكم وأرافقكم وأريدكم أن تعرفوا أن الرب لن ينساكم أبدًا. إن مسيرة يسوع قد بدأت في الضواحي، انطلق من الفقراء ومعهم انطلق نحو الآخرين. إن الاعتراف بهذه العلامات للحياة الصالحة والتي تنمو فيما بينكم يومًا بعد يوم لا يعني بأي شكل من الأشكال تجاهل ظلم التهميش المدني. إنها الجراح التي تُسببها الأقليات التي تستحوذ على السلطة والغنى وتصرف بشكل أناني فيما ينبغي على الأكثرية المتزايدة أن تلجأ إلى الضواحي المتروكة والملوثة والمهمّشة. وهذا الأمر يزداد سوءًا عندما نرى توزيع الأراضي غير المنصف والذي يحمل في معظم الأوضاع عائلات بأسرها لدفع إيجارات تعسُّفيّة من أجل مساكن ذات أوضاع معماريّة غير ملائمة. لقد عرفت أيضًا بالمشكلة الخطيرة لتجميع الأراضي من قبل رجال أعمال مجهولي الهويّة. هذا الأمر يحصل لأن الإنسان قد نسي أن "اللّه قد وهب الأرض لجميع أبناء البشر لتُعيلهم كلهم، بدون استثناء لأحد" (يوحنا بولس الثاني، السنة المئة، 31).

تابع الأب الأقدس يقول بهذا المعنى أيضًا يشكل مشكلة خطيرة عدم الحصول على البنى التحتيّة والخدمات الأساسيّة، وأرغب أن أتوقف بشكل خاص عند مياه الشرب: "إن الحصول على مياه الشرب السليمة هو حق بشريّ جوهري، أساسيّ وعالمي لأنه يحدّد بقاء الأشخاص على قيد الحياة ولذلك فهو شرط لممارسة حقوق الإنسان الأخرى. إن هذا العالم عليه دَين اجتماعي خطير تجاه الفقراء الذين لا يحصلون على مياه الشرب، لأن هذا يعني حرمانهم من الحق بالحياة المتجذّر في كرامتهم غير القابلة للمساومة" (كُن مُسبّحًا، عدد 30). إن إطار اللامبالاة والعدائية هذا والذي تعاني منه الأحياء الشعبيّة يزداد سوءًا عندما ينتشر العنف وتستعمل المنظمات الإجراميّة، التي تخدم المصالح الاقتصاديّة أو السياسية، الأطفال والشباب كـ "طعمة للمدافع" من أجل مصالحهم الملطخة بالدماء. أعرف أيضًا آلام النساء اللواتي يكافحن ببطولة من أجل حماية أبنائهنَّ وبناتهنَّ من هذه الأخطار. ولذلك أطلب من الله أن تسلك السلطات معكم درب الإدماج الاجتماعي والتعليم والرياضة والعمل الجماعي وحماية العائلات لأنها الضمانة الوحيد لسلام عادل حقيقي ودائم.

أضاف البابا فرنسيس يقول إن هذه الحقائق التي عدَّدتها ليست دمجًا عشوائيًّا لمشاكل معزولة، وإنما هي نتيجة لأشكال جديدة لاستعمار يدّعي بأن تكون البلدان الأفريقيّة "أجزاءًا من آلة وتروسًا في عجلة عملاقة" (يوحنا بولس الثاني الإرشاد الرسولي ما قبل السينودس الكنيسة في أفريقيا، عدد 32- 33). في الواقع غالبًا ما تجد البلدان أنفسها تحت ضغط لاعتماد سياسات إقصاء كتلك التي تهدف لتخفيض الولادات والتي تدّعي "تشريع نموذج التوزيع الحالي الذي تعتقد فيه أقليّة بأنه يحق لها الاستهلاك بنسبة يستحيل تعميمها" (كُن مُسبّحًا، عدد 112). لذلك أقترح استعادة فكرة إدماج مدني مُحترم. نحن بحاجة لمدن موحّدة ومتكاملة وللجميع. نحن بحاجة للذهاب أبعد من مجرّد الإقرار بحقوق لا تُحترم في الواقع، والتوجّه نحو تطبيق ملموس لمبادرات قادرة على تحسين أوضاع المعيشة والتخطيط من أجل تطوير مدنيّ من أجل استقبال الأجيال القادمة. فالدَّين الاجتماعي والبيئي الذي ندين به للفقراء يمكننا دفعه من خلال احترامنا لحقّهم المقدّس بالأرض والبيت والعمل.

تابع الأب الأقدس يقول أوجّه نداء لجميع المسيحيين وللرعاة بشكل خاص، من أجل تجديد الدفع الرسولي وأخذ المبادرات ضدّ الظلم والمشاركة في مشاكل السكان ومرافقتهم في كفاحهم من أجل حماية ثمار عملهم الجماعي وللاحتفال معًا بكل انتصار يحققوه صغيرًا كان أم كبيرًا. وخلص البابا فرنسيس إلى القول أيها الإخوة الأعزاء، لنُصلِّ ونعمل ونلتزم معًا لكي تتمكن كل عائلة من الحصول على بيت لائق والحصول على مياه الشرب ولكي تصل الخدمات الأساسيّة لكل فرد منكم، ولكي يتم الإصغاء لنداءاتكم وصرختكم من أجل فرص أفضل، فيتنعّم الجميع بالسلام والأمان اللذين يحقان لهم بحسب كرامتهم البشريّة التي لا تعرف الحدود.                         








All the contents on this site are copyrighted ©.