2015-11-18 13:55:00

مداخلة رئيس الأساقفة أوزا أمام مجلس الأمن الدولي بشأن الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مداخلة خلال جلسة نقاش عقدها مجلس الأمن الدولي يوم أمس الثلاثاء حول موضوع "الحفاظ على السلام والأمن الدوليين". استهل الدبلوماسي مداخلته معربا عن تعازي الكرسي الرسولي لعائلات ضحايا الاعتداءات الإرهابية البغيضة التي شهدتها باريس مساء الجمعة الماضي، فضلا عن الهجوم الذي وقع في بيروت يوم الخميس مسفرا عن سقوط عشرات الضحايا. وعاد المطران أوزا ليذكر بالخطاب الشهير الذي ألقاه البابا فرنسيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية في الخامس والعشرين من أيلول سبتمبر الماضي عندما أكد أن الحرب هي نكران لكل الحقوق، وتعد مأساوي على البيئة، وإذا ما أردنا تحقيق نمو بشري أصيل للجميع علينا العمل بلا كلل من أجل تفادي الحروب بين الأمم والشعوب.

بعدها أشار رئيس الأساقفة أوزا إلى أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تبنّت للتو أجندة التنمية المستدامة للعام 2030 بهدف تعزيز مجتمعات مسالمة وعادلة وشاملة تكون خالية من الخوف والعنف، لافتا إلى أن التنمية المستدامة لا تتحقق بغياب السلام كما أن السلام لا يتحقق بغياب التنمية المستدامة. هذا ثم شدد المسؤول الفاتيكاني على ضرورة تبني مقاربة مشتركة لبناء السلام ودعم التنمية وتعزيز حقوق الإنسان. وأكد أن الميزانية الشاملة لعمليات حفظ السلام في العالم خلال الفترة الممتدة بين تموز يوليو 2015 وحزيران يونيو 2016 التي وافقت عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة وصلت إلى ثمانية مليارات ومائتي مليون دولار أمريكي، وهذا الأمر يعكس العبء الكبير للصراعات المسلحة على الجماعة الدولية. واعتبر المطران أوزا أن المشاريع التنموية القادرة على تفادي وقوع نزاعات مسلحة تؤدي أيضا إلى تخفيض نفقات عمليات حفظ السلام. 

ولم تخل مداخلة مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة من الإشارة إلى الدور الهام التي تضطلع به المنظمات الدينية والجماعات المحلية على صعيد بناء السلام وتفادي الصراعات المسلحة. كما أن هذه المنظمات قادرة على أن تكون في الوقت نفسه عائقا في وجه السلام إذا ما تميّزت بالتحيّز أو إذا ما كانت طرفا في الصراعات. واعتبر أن السلام يُبنى خطوة تلو الأخرى، عن طريق الكثير من الأفعال اليومية التي تشكل بحد ذاتها حجارة لمجتمعات عادلة ومسالمة لافتا في الختام إلى أنه بدون هذه الأفعال اليومية لن تفلح التدخلات العسكرية وبعثات حفظ السلام في استئصال الأسباب الكامنة وراء الصراعات المسلحة. 








All the contents on this site are copyrighted ©.