2015-11-18 14:22:00

"الرحمة طريق المسيحي" عنوان رسالة للبطريرك ساكو لمناسبة سنة الرحمة


تحت عنوان "الرحمة طريق المسيحي" وجه بطريرك بابل للكلدان صاحب الغبطة مار لويس روفائيل ساكو رسالة راعوية لمناسبة "سنة الرحمة" التي أعلنها قداسة البابا فرنسيس وستبدأ في الثامن من كانون الأول ديسمبر عام 2015. ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية الكلدانية، قال البطريرك ساكو: تحتل الرحمة مساحة واسعة في الليتورجيا المشرقية، إنها تستعمل مزامير الرحمة والمناجاة كثيرًا ومتأثرة بها، يقينًا أن الرحمة تخلق تغييرًا إيجابيًّا في ذات الخاطئ. إنها تعطيه جرعة من الثقة وتساعده على المصالحة مع الله ومع أخوته والمجتمع والكون... إن السنة المقدسة للرحمة، سنة اليوبيل التي أعلنها البابا فرنسيس زمن قويّ لنا كأساقفة وكهنة لممارسة الرحمة في راعويّتنا على نحو صحيح. علينا أن نحافظ في قلوبنا حيّةً نعمة الرحمة، وأن نكلّم الناس عن الله الرحوم بلغة مناسبة، واضحة غير غامضة، وأن نعلن الإنجيل بطريقة جديدة أصيلة بثقة وحماسة كما يفعل البابا فرنسيس وقد طلب منا أثناء السينودس من اجل العائلة أن نستعمل كلمات جميلة ولطيفة بعيدًا عن التعالي مثل: من فضلك، عفوا، عن إذنك، شكرا...

ومما جاء في الرسالة الراعوية لبطريرك بابل للكلدان احتفالا "بسنة الرحمة": بالنسبة لنا نحن مسيحيي العراق، الاستشهاد هو موهبة كنيستنا. وكأقلية ندرك تمامًا بأن عيش مبادئنا المسيحية والشهادة لها بأمانة والصمود أمام التحديات التي تواجهنا من كلّ صوب، يتطلب منّا تضحيات جمّة قد تقود إلى الاستشهاد كما فعل شهداؤنا الأوائل والحاليون كالمطران بولس فرج والآباء: رغيد وبولس وثائر ووسيم ويوسف ومؤمنون عاديون. وأضاف البطريرك ساكو: الإيمان ليس أيديولوجية أو نظرية لاهوتية، بل هو لقاء شخصيّ مع المسيح الذي يعرفنا ويحبّنا. ومن أجله نترك كل شيء كما فعل مسيحيّو الموصل وبلدات سهل نينوى في العام 2014، تضحياتهم لا تقّدر بثمن، إنهم موضع افتخارنا ورفعة رأسنا. اننا نعطي المسيح أنفسنا تمامًا، ومن أجله نذهب إلى أبعد... هذا يتطلب منا التحلي باستعداد داخلي عميق من الإيمان والثقة والرجاء. نحن لا نريد ترك بيوتنا وبلداتنا وبلدنا وإفراغه من الوجود المسيحي التاريخي. العراق هويّتنا ودعوتنا فيه أن نشهد لفرح الإنجيل مهما كلفنا الأمر.

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية الكلدانية، قال البطريرك ساكو: في الظروف الصعبة التي يمرّ بها بلدنا والمنطقة، علينا أن ننتبه أكثر إلى إخوتنا المتألمين والمهجّرين والمهاجرين، والفقير واليتيم والأرملة، وأن نقف بقوة إلى جانبهم ومرافقتهم ومساعدتهم بكلّ ما عندنا من طاقة ومال، وملء قلوبهم بعلامات الأمل والرجاء. ما أجملنا حين نعطي ونقسم بفرح ما لنا مع الآخرين. إنها شهادة ليسوع! كما ما أحلانا حين نتكاتف مع إخوتنا المسلمين والمواطنين الآخرين، ونتضامن معهم ونتعاون ونجعل آلامنا المشتركة قوة دافعة لعبور "العاصفة"... وتابع بطريرك بابل للكلدان رسالته لمناسبة سنة الرحمة قائلا: لتكن الرحمة إذًا الطريقة التي بها يكون الله ويسوع حاضرين في عالمنا وليكن بابها مفتوحًا دائمًا أبدًا: "طوبى لِلرُّحَماء، فإِنَّهم يُرْحَمون" (متى 5-7). هذا إنجيلنا!








All the contents on this site are copyrighted ©.