2015-11-13 13:25:00

خطاب البابا إلى المشاركين في مؤتمر تنظمه مؤسسة رومانو غوارديني بروما


استقبل البابا فرنسيس هذا الجمعة في الفاتيكان المشاركين في مؤتمر نظمته مؤسسة رومانو غوارديني في جامعة غريغوريانا الحبرية لمناسبة الذكرى السنوية المائة والثلاثين لولادة غوادريني. ووجه البابا لضيوفه خطابا استهله متوجها بالشكر إلى رئيس المؤسسة البروفيسور فون بوفندورف. ولفت إلى أن غوادريني يمكنه أن يقول الكثير من الأمور لأناس زماننا الحاضر، للمسيحيين وغير المسيحيين على حد سواء، مشيدا بالتزام المؤسسة في تعزيز الحوار على الصعيد السياسي والثقافي والعلمي في الزمن الذي نعيش فيه.

بعدها سلط البابا الضوء على كتاب لغواردني بعنوان "عالم دوستويفسكي الديني" والذي تناول فيه حادثا من رواية "الأخوة كارامازوف"، عندما ذهب الناس إلى أحد المتصوفين المسيحيين الأرثوذكس (الستاريك) زوسيما ليعربوا له عن مخاوفهم وصعوباتهم وطلبوا منه أن يباركهم ويصلي من أجلهم. بعدها اقتربت منه امرأة قالت له إنها قتلت زوجها المريض الذي عاملها معاملة سيئة في الماضي، فرأى "الستاريك" أن المرأة كانت منغلقة على ذاتها وكانت مقتنعة بأنها مذنبة، فأكد لها المتصوف المسيحي أن الله يقبلها في لحظة من الارتداد والتوبة. وبعد اعترافها بما فعلت تبدّلت المرأة ونالت رجاء وأملا جديدين.

هذا ثم أكد البابا فرنسيس أن أبسط الأشخاص يمكنهم أن يفهموا ماذا جرى في هذه الرواية، ويعلمون ما هي القداسة، أي عيش الإيمان والقدرة على أن يروا أن الله قريب من البشر، ويمسك بحياتهم. ويلفت غوارديني بهذا الصدد إلى أهمية أن نقبل بوجود يد الله في حياتنا، فهكذا تتحول الإرادة الشخصية إلى إرادة إلهية، فتبرز عندها وحدة حية مع الله. وأوضح البابا فرنسيس أن غوارديني كان يرى أن هذه الوحدة تتمثل في العلاقات الواقعية والملموسة للأشخاص مع العالم والأناس الآخرين الذين يحيطون بهم. فيشعر الفرد أنه جزء من نسيج الشعب.

واعتبر البابا أنه باستطاعتنا اليوم أن نطبّق تأملات غوادرني في زماننا الحالي، محاولين أن نكتشف يد الله في الأحداث الراهنة. وقد نتمكن بهذه الطريقة من الإقرار بأن الله، وفي حكمته، أرسل إلى أوروبا الغنية الجائع لنطعمه، والعطشان لنسقيه والغريب لنأويه والعريان لنُلبسه. وإذا كنا فعلا شعبا واحدا سنقبل الغريب كأخ لنا، أما إذا كنا مجرد مجموعات من الأفراد فسنسعى إلى الدفاع عن أنفسنا لكن لا نستطيع أن نستمر بهذا الشكل. في ختام كلمته إلى أعضاء مؤسسة رومانو غوارديني توجه البابا فرنسيس مرة جديدة بالشكر إلى ضيوفه، وتمنى أن يساعدهم العمل مع هذه المؤسسة على فهم معنى وقيمة الأسس المسيحية للثقافة والمجتمع. هذا ثم سأل البابا الحاضرين أن يصلوا من أجله.    








All the contents on this site are copyrighted ©.