2015-11-13 13:11:00

البابا فرنسيس: الحقيقة تدفعنا لنتشبّه بالله الخالق والمخلّص


بمناسبة انعقاد المؤتمر السادس عشر لقُدامى طلاب مدارس وجامعات الرهبنة اليسوعيّة في أمريكا اللاتينية في غواياكويل في الإكوادور من الحادي عشر وحتى الثالث عشر من تشرين الثاني نوفمبر الجاري وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة فيديو للمشاركين استهلّها مؤكِّدًا أن حديثه مع قُدامى طلاب مدارس وجامعات الرهبنة اليسوعيّة يمنحه الفرصة ليقول لهم ما ينتظره البابا والرهبانية اليسوعية والكنيسة من كل رجل أو امرأة درسا في معاهد الرهبانية اليسوعيّة.

تابع الأب الأقدس مؤكدًا أن اليسوعي وطالب المعاهد اليسوعيّة يملك إرثًا وهو ذلك التوق المستمرّ إلى السماء، فهو يعيش على الأرض لكنه في توق دائم إلى السماء. وبما أنه يعيش في الواقع فهو لا يمكنه أن يعزل نفسه في عالمه الخاص بعيدًا عن حقيقة الله، كما ولا يمكنه أيضًا أن يُسكت ضميره أمام روح العالم وبالتالي فهو يطرح على نفسه على الدوام ثلاثة أسئلة: كيف أنا أمام الله؟ كيف أنا أمام العالم؟ وكيف أنا أمام روح العالم الذي يجربني على الدوام؟ فإن كان بإمكانه أن يُجيب على هذه الأسئلة الثلاثة فهذا يعني أنه قد تشرّب التنشئة التي نالها من معاهد الرهبنة اليسوعيّة.  

أضاف الحبر الأعظم مؤّكدً أنه وفي هذا السياق يمكن أن يساعدنا تأمل القديس اغناطيوس دي لويولا حول التجسّد والذي يضعنا في توق إلى ثلاثة أمور، أولاً يجعلنا ننظر إلى السماء إلى الإله الثالوث، ثانيًا يجعلنا ننظر إلى الأرض أي إلى الناس وحياتهم في تعددهم واختلافهم وثالثًا يجعلنا ننظر إلى مريم العذراء والتي تمثل في هذه الحالة كل شخص منا. فالله يرسل ابنه ليخلّص البشر في واقعهم، لذلك ينبغي علينا أن نراقب الواقع كما هو. تابع البابا فرنسيس متسائلاً: ماذا يحصل في أمريكا اللاتينية؟ كم من الأطفال يذهبون إلى المدارس؟ كم من الأطفال لا يملكون ما يكفي ليأكلوا؟ كم من الأطفال لا يملكون الصحّة؟

هذا ودعا الأب الأقدس للتفكير في ثلاثة أمور ضروريّة: العناية الصحيّة، الطعام والتعليم، وللتأمّل في المأساة البشريّة متذكرين على الدوام أن كل إنسان هو هيكل للثالوث الأقدس. بعدها تحدث الحبر الأعظم عن حالات الفقر والظلم وعدم المساواة التي عاينها وعايشها في أحياء بوينوس آيرس وقال إن كنتم تملكون "الفيروس اليسوعي" ينبغي عليكم أن تتنبهوا لما ستقولونه لله لدى رؤيتكم لعدم المساواة هذه.

تابع البابا فرنسيس يقول تذكروا دائمًا في هذه الحالات ما يقوله القديس اغناطيوس دي لويولا: "انظروا كيف ينظر الله على وجه الأرض، أنظروا إلى جميع البشر، بعضهم يولد والبعض الآخر يموت، بعضهم يبكي والبعض الآخر يضحك؛ أنظروا إلى الواقع... كيف هي علاقتك مع الواقع؟ أو بالأحرى كيف ترفعون ذواتكم؟ هل أنتم منغلقون على ذواتكم؟ هل بإمكانكم أن تتصوروا مريم العذراء وقد أغلقت الأبواب لكي لا تقبل دعوة الله لها؟ لكن إن كنت مسيحي فستتصرّف مثلها. كيف تنظر إلى البشر؟ بأيّة نظرة؟ بنظرة رفاهيّتك أو بنظرة من لا يريد المشاكل أو بنظرة الجيب؟ كيف تنظر إلى الله؟ وجهًا لوجه؟ وكيف تكلّمه؟ هل تكلّم الآب كأب لك والابن كابن لك وهل تكلّم الروح القدس الذي نلته في المعموديّة؟

وختم البابا فرنسيس رسالة الفيديو للمشاركين في المؤتمر السادس عشر لقُدامى طلاب مدارس وجامعات الرهبنة اليسوعيّة في أمريكا اللاتينية بالقول: أن نطرح على أنفسنا هذه الأسئلة يعني أن نبقى في توق دائم لأن الحقيقة لا تهدأ أبدًا وهي تحملنا على العمل والتغيير وتدفعنا لنتشبّه بالله الخالق والمخلّص والمقدّس، تحملنا لنكون بشرًا! 








All the contents on this site are copyrighted ©.