2015-11-12 12:26:00

مداخلة رئيس الأساقفة أوزا حول تقرير وكالة الأونروا لعام 2014


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك، رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مداخلة أمام المشاركين في أعمال الجمعية العامة السبعين للأمم المتحدة تمحورت حول دور وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، الأونروا. وقال سيادته إن بعثة الكرسي الرسولي اطلعت باهتمام كبير على تقرير الوكالة للعام 2014، والذي يقدم صورة مقلقة جدا عن الواقع، وتوجه بالتعازي إلى عائلات موظفي الأونروا الذين قُتلوا خلال تقديمهم المساعدات الإنسانية لضحايا الصراعات والاضطرابات السياسية. 

ولفت إلى أن النشاطات التي تقوم بها الوكالة الأممية تشمل الأراضي المسيحية القديمة، حيث كان المسيحيون وعلى مر ألفي سنة جزءا لا يتجزأ من ثقافة المنطقة وتاريخها، وبعد أن تقلّص عددهم بشكل كبير باتوا اليوم من بين اللاجئين المستفيدين من خدمات الأونروا. وقد اضطر هؤلاء بدافع الاضطهاد العنيف والواقع الجيوسياسي الصعب إلى ترك بيوتهم وأصبحوا لاجئين أو مهجرين داخل بلادهم.

بعدها لفت الدبلوماسي الفاتيكاني إلى وجود مؤسسات أو هيئات تابعة للكنيسة الكاثوليكية تعمل على توفير التربية والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية للمهجرين واللاجئين، ومن بين النشاطات برامج تربوية للأطفال وبرامج لإعادة تأهيل المصابين بعاهات جسدية أو عقلية، وكل هذه الخدمات تُقدم إلى المحتاجين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية.

وأكد رئيس الأساقفة أوزا أن الموارد المتوفرة لا تلبي الاحتياجات الكبيرة، كما أن عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين تراوح مكانها، مشيرا إلى أن الكرسي الرسولي يشعر بالقلق الشديد إزاء اشتداد حدة العنف في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية. وذكّر بأن المدينة المقدسة هي الإرث الروحي للديانات التوحيدية الثلاث، ومن هذا المنطلق ـ تابع يقول ـ يجدد الكرسي الرسولي دعمه لحل شامل وعادل ودائم لملف مدينة القدس، يضمن حرية الدين والضمير لسكانها ويفسح المجال أمام كل المؤمنين ـ من جميع الديانات والجنسيات ـ بدخول الأماكن المقدسة.

بالعودة إلى تقرير وكالة الأونروا لعام 2014 أشار مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة إلى أن المعطيات تشير إلى وجود أكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني في سورية تتعرض منشآتهم الصحية والتربوية للقصف من قبل الأطراف المتنازعة. كما أن ثمة أطفالا لم يترددوا إلى المدرسة منذ سنتين أو ثلاث بسبب الصراع، هذا ناهيك عن وجود مخيمات، شأن مخيم اليرموك، تخضع للحصار ولا تحصل على ما يكفي من مقومات الحياة الرئيسة كما أن التقارير لا تحمل على التفاؤل في نهاية الصراع قريبا.

هذا ثم توجه المسؤول الفاتيكاني بالشكر إلى شعبي لبنان والأردن على تعاونهما مع الأونروا، والاعتناء باللاجئين الفلسطينيين وتعاملهما مع أزمة اللاجئين السوريين والعراقيين فضلا عن تركيا وعدد من الدول الأوروبية. في ختام كلمته شدد رئيس الأساقفة أوزا على ضرورة أن تحل جهود صنع السلام محل لغة العنف والحرب العقيمة واللامنطقية، كما لا بد أن تحل المساعدة الإنسانية للاجئين والمهجرين داخليا مكان تدفق الأسلحة التي تأتي إلى المنطقة من أنحاء العالم كافة. 








All the contents on this site are copyrighted ©.