2015-11-12 12:57:00

رسالة البابا للمشاركين في منتدى حول القرار المجمعي في رسالة العلمانيين


بمناسبة المنتدى الدراسي الذي ينظمّه المجلس البابوي للعلمانيين في جامعة الصليب المقدس الحبرية في روما تحت عنوان "دعوة العلمانيين ورسالتهم في الذكرى الخمسين للقرار المجمعي في رسالة العلمانيين" وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة للمشاركين استهلّها منوّها بالذكرى الخمسين لاختتام المجمع الفاتيكاني الثاني الذي شكل حدث نعمة كما وصفه البابا بولس السادس وبأنه فعل حب كبير ومثلث لأنه فعل حب تجاه الله والكنيسة والبشريّة. وأشار البابا فرنسيس إلى أن موقف الحب هذا الذي ألهم آباء المجمع قد حمل أيضًا إلى النظر بأسلوب جديد إلى دعوة العلمانيين ورسالتهم في الكنيسة والعالم.

تابع الأب الأقدس مؤكّدًا أن المجمع الفاتيكاني لا ينظر إلى العلمانيين كأعضاء وأفراد من "الدرجة الثانية" في خدمة الهرميّة أو كمجرّد أشخاص ينفذون الأوامر المعطاة لهم وإنما كتلاميذ للمسيح مدعوين بقوة معموديّتهم لينعشوا ويحركوا كل بيئة ونشاط وعلاقة إنسانيّة بحسب روح الإنجيل ويحملوا النور والرجاء والمحبة التي نالوها من المسيح إلى تلك الأماكن التي بدون تدخّلهم ستبقى غريبة عن عمل الله ومتروكة لشقاء الطبيعة البشريّة.

أضاف البابا فرنسيس مشيرًا إلى أنه وفي إطار هذه العقيدة المجمعيّة يدخل القرار المجمعي في رسالة العلمانيين الذي يُعنى عن قرب بطبيعة وأُطر رسالة العلمانيين. وقال إن هذه الوثيقة تُذكِّر بأن الدعوة المسيحيّة هي بطبيعتها دعوة للرسالة ولذلك فإن إعلان الإنجيل ليس محفوظًا فقط لبعض "الاختصاصيين في الرسالة" وإنما ينبغي أن يكون الرغبة العميقة لجميع المؤمنين العلمانيين المدعوين بقوّة معموديتهم للبشارة والإعلان وتقديس البشر. وبالتالي يمكننا القول أن هذا التعليم المجمعي قد عزز في الكنيسة تنشئة العلمانيين التي حملت حتى اليوم ثمارًا كثيرة.

تابع الأب الأقدس مؤكدًا أن المجمع الفاتيكاني الثاني يُسائل جميع أجيال الرعاة والعلمانيين لأنه عطيّة لا تُقدّر من الروح القدس وينبغي أن تُقبل بامتنان وروح مسؤوليّة لأن كل ما يمنحنا إياه الروح القدس وتنقله إلينا أمنا الكنيسة المقدّسة ينبغي أن يُفهم دائمًا ومجدّدًا ويُطبّق على الواقع الذي نعيشه. فالمجمع الفاتيكاني المسكوني الثاني، وكما قال القديس يوحنا بولس الثاني خلال يوبيل العام 2000، هو زمن جديد ينفتح أمام أعيننا وقد شكّل نبؤة حقيقيّة في حياة الكنيسة وسيبقى هكذا لسنوات عديدة في هذه الألفية الثالثة.

وختم البابا فرنسيس رسالته للمشاركين في المنتدى الدراسي حول القرار المجمعي في رسالة العلمانيين بالقول أصلي لكي يشكل لقاءكم دافعًا للجميع – رعاة ومؤمنين علمانيين – ليحملوا في قلوبهم همَّ عيش المجمع الفاتيكاني وتطبيقه فيحملوا للعالم نور المسيح.                








All the contents on this site are copyrighted ©.