2015-11-12 11:44:00

البابا فرنسيس يستقبل أساقفة سلوفاكيا في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية


استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان أساقفة سلوفاكيا في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية، وسلّمهم كلمة عبّر فيها عن سروره بلقائهم، وأمل بأن تشكل زيارتهم لضريحي القديسين بطرس وبولس مصدر تجدد في الإيمان بيسوع المسيح وأن تساعد في تعزيز أواصر الشركة مع خليفة بطرس وفي تعميق روح المجمعيّة والتعاون فيما بينهم.

قال البابا فرنسيس أشجعكم على الاستمرار في العمل الراعوي الذي تقومون به، بالرغم من صعوبات المرحلة الحاليّة التي تتميّز بتحوّلات سريعة في مختلف مجالات الحياة البشريّة وبتحدي العولمة الكبير. وأشار البابا في هذا السياق إلى أن ظاهرة الهجرة والتي أصبحت علامة للأزمنة تتطلب اليوم أن تُفهم وتواجه بالمشاعر وروح العدالة. فالكنيسة مدعوّة لتعلن وتشهد لاستقبال المهاجرين بروح المحبة والاحترام لكرامة الشخص البشري في إطار ضرورة احترام الشرعيّة. 

تابع الأب الأقدس يقول إزاء بيئة متعددة الثقافات تمتدّ يومًا بعد يوم ينبغي علينا أن نتحلّى بمواقف الاحترام المتبادل من أجل تعزيز اللقاء. وتمنى الحبر الأعظم في هذا السياق أن يحافظ الشعب السلوفاكي على هويته الثقافية وإرث القيم الأخلاقية والروحية المرتبط بتقليده الكاثوليكي، فيتمكن هكذا من الانفتاح بدون خوف على المواجهة في أفق قاريّ وعالمي مساهمًا في حوار مُثمر وصادق حتى حول المواضيع المهمة ككرامة الحياة البشريّة والدور الأساسيّ للعائلة. واليوم، تابع البابا يقول، وأكثر من أي وقت مضى من الأهميّة بمكان أن نضيء مسيرة الشعوب بمبادئ مسيحية متمسكين بالفرص التي يقدمها الوضع الحالي من أجل تطوير بشارة بإمكانها، بواسطة لغة وأساليب جديدة، أن تجعل رسالة المسيح مفهومة أكثر. لذلك من الأهميّة بمكان أن تزرع الكنيسة الرجاء في النفوس لكي تتحوّل جميع تغيّرات المرحلة الحاليّة إلى لقاء متجدد مع المسيح يدفع الشعب إلى تطور حقيقي.

أضاف الحبر الأعظم يقول أقدر جدًّا ما تقومون به في سبيل العائلة التي تواجه اليوم العديد من الصعوبات. هذه الجهود تتطلب مرافقة راعوية عائلية شاملة على صعيد أبرشي ووطني يشمل مرافقة مناسبة للعائلات حتى تلك المفككة لاسيما في وجود الأبناء. وفي إطار راعوية العائلة من الأهميّة بمكان أن يُصار إلى إعطاء قيمة أكبر للشباب رجاء الكنيسة والمجتمع. ففيهم تنبض رغبة قوية في خدمة القريب والتضامن، وهذه الرغبة تتطلب توجيهات وثقة الرعاة لتتحوّل إلى لقاء حي مع المسيح في مشروع يهدف لنشر الإنجيل، وبالتالي فهم بحاجة لتوجيهات عقائدية وأخلاقيّة ليتمكنوا من بناء مدينة الإنسان ومدينة الله.

تابع البابا فرنسيس يقول تحلّوا باهتمام أبوي تجاه الكهنة معاونيكم الأوائل في خدمتكم الراعوية. هم يحتاجون لبرامج تنشئة مستدامة مترابطة في مجالات اللاهوت والحياة الروحيّة والراعوية والعقيدة الاجتماعية للكنيسة تسمح لهم بأن يكونوا مبشرين مؤهَّلين وجديرين. فهم يشكلون في الواقع، بالنسبة لجزء كبير من شعب الله، القنوات الأساسيّة التي يمرّ من خلالها الإنجيل والصورة الفورية التي من خلالها يلتقون بسرّ الكنيسة. وبالتالي فإن تنشئتهم الفكرية والعقائدية ينبغي أن تقترن على الدوام بشهادة حياة مثاليّة، بشركة مع الأساقفة وأخوة مع إخوتهم في الكهنوت وألفة في علاقاتهم مع الجميع وبذاك السلام الروحي والحماس الرسولي الذي وحده اللقاء الدائم والمستمرّ مع المعلم الإلهي بإمكانه أن يمنحهم إياه.

أضاف الأب الأقدس يقول إن الكنيسة، علامة وأداة وحدة البشر مع الله وفيما بينهم، مدعوة لتكون بيت ومدرسة شركة حيث يتعلّم المرء أن يقدّر ويقبل كل ما هو إيجابي في الشخص الآخر. هذا الموقف هو ضروري جدًا أيضًا في إطار العلاقات الجيّدة التي ينبغي أن تُبنى في سلوفاكيا بين الرعاة والأشخاص المكرّسين مع تسليط الضوء بشكل أفضل على المساهمة القيّمة والفعالة التي يقدمها جميع الرهبان والراهبات في العمل الراعوي. كما وإن كنيستكم مدعوة في الوقت عينه على المضي قدمًا في راعوية الغجر من خلال عمل بشارة واسع يسعى ليطال ويشمل جميع هؤلاء الأشخاص الذين، وللأسف، لا يزالون يعيشون في نوع من التهميش الاجتماعي.

وختم البابا فرنسيس كلمته لأساقفة سلوفاكيا في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية بالقول أسألكم أن تحملوا لجماعاتكم الكنسية محبتي وقربي الروحي وتُعبّروا عن شكري لكهنتكم وللجماعات الرهبانية الرجالية والنسائيّة الذين وبسخاء كبير يبذلون أنفسهم في إعلان الإنجيل والشهادة له، وأن تنقلوا امتنان الأب الأقدس لجميع الأشخاص والمؤسسات التي تُعنى بأعمال المحبة والتضامن مع الأشدّ حاجة. أَكِل اهتماماتكم الراعوية للعذراء الأم الحزينة شفيعة سلوفاكيا، وأطلب شفاعتها الوالديّة لكي ينمو بلدكم في السلام وقيم تقليده المسيحي.      








All the contents on this site are copyrighted ©.