2015-11-09 14:35:00

البابا فرنسيس للدومينيكان: شكرًا على ما أنتم عليه وما تقومون به


"ليبارككم الرب بهذه المناسبة، وشكرًا على كل ما تقومون به في الكنيسة ومن أجلها" بهذه الكلمات وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي ذكر البابا فرنسيس الرهبنة الدومينيكانيّة التي افتتحت أمس الأحد احتفالات يوبيل المئويّة الثامنة على تأسيسها وقد احتفل بالذبيحة الإلهية في هذه المناسبة الرئيس العام للرهبانية الأخ برونو كادوريه في اليوم الذي تحتفل فيه الرهبانية بتذكار قدّيسيها. يُختتم اليوبيل في الحادي والعشرين من كانون الثاني يناير عام 2017 ويحمل موضوع "مرسلون للبشارة بالإنجيل"، وللمناسبة أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع الأخ برونو كادوريه تحدّث فيها عن البشارة في عالم اليوم والأساليب الجديدة لحملها في عالم الشبكات الاجتماعيّة الجديدة.

قال الأخ برونو كادوريه إن البشارة في العمق متجدّدة على الدوام، وإطار اليوم يتجدّد باستمرار وينبغي علينا أن نجد الطريقة للقاء الناس الذين يجب أن نقول لهم أن اسم يسوع هو البشرى السارة لهم ولنا وللجميع. من الأهميّة بمكان أن نجد على الدوام أساليب جديدة: أساليب لقاء وأساليب إصغاء لنفهم ما هي التطلعات والإنتظارات الجديدة: انتظارات الكلمة والمساعدة والتعزية، انتظارات الرحمة.

تابع الأخ برونو كادوريه يقول إن العالم يملك شبكة اجتماعية جديدة: هناك أساليب لقاء جديدة ودروب جديدة لتكوين جماعة والدخول في صداقات مع الآخرين. هذا هو الجديد، ولكن لا ينبغي علينا أن ننسى القديم الذي لن يزول أبدًا وهو اللقاء الشخصي مع الأشخاص والإصغاء إليهم. وبالتالي من الأهميّة بمكان أن يصار إلى اكتشاف أمر آخر وهو كيف يمكننا، وسط هذه العولمة ووسط نشاطاتنا وتعدد أساليب الحياة، أن نعطي أنفسنا الوقت للجلوس معًا والتوقف للإصغاء للآخر... ولكي يكون لنا الوقت لنفهم بأن البحث هو الذي يحرّكنا وهو الأساس.

أضاف الأخ برونو كادوريه يقول إن الإنثقاف مهمّ جدًا في الإنجيل منذ البدء: يمكننا أن نفهم كيف يدخل الإنجيل في حوار مع الثقافات التي يلتقي بها. كيف دخل في حوار مع الثقافة اليونانيّة، أو عندما وصل المبشرون الأوائل إلى أوروبا... لقد كان الإنثقاف مهمًّا على الدوام. فالإنجيل لا يكون كاملاً إن لم يكلّم الآخرين، ولذلك أيضًا يشكّل التواصل بين الثقافات نقطة جوهريّة في عالم معولم لأن كنائسنا ورعايانا وجماعاتنا مؤلفة من أعضاء قادمين من ثقافات مختلفة. وبالتالي ينبغي علينا أن نخلق أخوّة جديدة انطلاقًا من كل ما يمكن لكل منا أن يحمله من إرث ثقافته لهذه الأخوّة، وهذا أمر رائع! لكننا بحاجة لوقت طويل لنكتشف ثقافة الآخر ونفهمها...

تابع الأخ برونو كادوريه يقول من الأهميّة بمكان أن نتحلّى بالجرأة للقاء من لا يأتي للقائنا، لاسيما وأن كنائسنا تملك إمكانية جمع المؤمنين والجماعات وأصدقاء الله. ولكن ينبغي أيضًا في الوقت عينه أن لا تمنعنا هذه الإمكانية من الرغبة بفتح الأبواب والانطلاق للقاء الذين لم يسمعوا اسم يسوع المسيح ونحو الذين لم يتردد بعد في قلوبهم صدى اسم يسوع المسيح كبشرى سارة. ينبغي علينا أن نتحلّى بالجرأة والشجاعة للذهاب للقاء الذين لا يأتون إلينا...

وختم الأخ برونو كادوريه حديثه لإذاعتنا بالقول أن نحتفل بالمئويّة الثامنة على تأسيس رهبنتنا في إطار يوبيل الرحمة هو علامة على العناية الإلهية لنا لأن الرهبنة الدومينيكانية ومنذ تأسيسها قد عُرفت غالبًا كمبشّرة بالرحمة. الرحمة هي على الدوام أمر يأتينا من الرب، من الرب الذي يأتي للقاء العالم ليجعله يولد من جديد، وأن يصادف يوبيلنا خلال السنة المقدّسة للرحمة يوقظ فينا أهمية الرحمة ومركزيتها في حياتنا.    








All the contents on this site are copyrighted ©.