البابا يلتقي مدراء وموظفي المؤسسة الوطنية للضمان الاجتماعي في إيطاليا

التقى البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان مدراء وموظفي المؤسسة الوطنية للضمان الاجتماعي في إيطاليا الذين غصت بهم الساحة الفاتيكانية. وألقى البابا خطابا للمناسبة استهله مرحبا بضيوفه ومعربا عن سروره للقائهم في الفاتيكان خصوصا وأنها المقابلة الأولى من نوعها تتم بين موظفي المؤسسة الوطنية الإيطالية والبابا. بعدها لفت فرنسيس إلى أن القيمين على هذه الهيئة يسهرون على حماية بعض الحقوق الأساسية المرتبطة بعالم العمل، وهي حقوق ـ تابع يقول ـ ترتكز إلى طبيعة الكائن البشري وكرامته المتسامية، ومن بين هذه الحقوق الحق في الراحة والعطلة، والتي أشار إليها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في رسالته العامة "في ممارسة العمل". وسلط البابا فرنسيس الضوء أيضا على بعد الكائن البشري الذي لا يفتقر إلى الجذور الروحية. كما أشار إلى أهمية يوم الراحة من منظار الإيمان الذي يشكل فرصة للاعتناء بالشؤون العائلية والثقافية والاجتماعية والدينية.

بعدها أكد البابا أن مدراء وموظفي المؤسسة الإيطالية للضمان الاجتماعي يقدمون خدمات كبيرة للمجتمع، ويساهمون في جعل يوم الراحة يكتسب بعدا بشريا يفسح المجال أمام المرء كي يلتقي مع الله وأخيه الإنسان. وذكّر الحاضرين في الساحة الفاتيكانية بأنهم مدعوون لمواجهة تحديات تزداد تعقيدا، تتأتى من المجتمع المعاصر بتوازناته الصعبة وهشاشة العلاقات فضلا عن المشاكل المرتبطة بعالم العمل ومن بينها البطالة وغياب الضمانات التي ينبغي أن تتوفر للعامل. وبعد أن تطرق البابا إلى التبدلات التي طرأت في الآونة الأخيرة على سن التقاعد والإجراءات المتعلقة بمنح مكافأة نهاية الخدمة، لفت إلى بروز احتياجات جديدة لا بد من أخذها في عين الاعتبار، شأن الاهتمام بمن فقدوا عملهم وبالعاجزين عن إيجاد فرص للعمل. وحث ضيوفه في هذا السياق على الاهتمام بالعمل النسائي وتوفير الرعاية للمرأة العاملة خلال زمن الحمل، فضلا عن ضمان الطبابة وسن الشيخوخة.

هذا ثم أشار البابا فرنسيس إلى أن العمل لا يجب أن يقتصر فقط على مبدأ الربح والموارد والإنتاجية كي لا يتم الاهتمام بهذه النواحي على حساب القيم والعلاقات والمبادئ. وأكد أن ما يقوله ينطبق على قطاع الاقتصاد ككل لافتا إلى المسؤوليات الملقاة على عاتق المؤسسات الاجتماعية التي يبقى الكائن البشري محورها وغايتها الأخيرة. وأنهى خطابه لمدراء وموظفي المؤسسة الوطنية للضمان الاجتماعي في إيطاليا قائلا: "لا تنسوا الإنسان" ودعاهم إلى محبة وخدمة الإنسان بضمير ومسؤولية وجهوزية، طالبا إليهم أن يعملوا من أجل من يعمل ومن أجل من يريد أن يعمل ويعجز عن ذلك، وشجعهم على مساعدة الضعفاء، كي لا يُنتقص من كرامة أي شخص ومن حرية أن يعيش حياة بشرية أصيلة.