2015-11-01 16:34:00

البابا فرنسيس: لتساعدنا شفاعة القديسين على السير في درب يسوع


ترأس قداسة البابا فرنسيس عصر الأحد القداس الإلهي في مدافن الفيرانو في روما بمناسبة عيد جميع القديسين وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة، استهلها بالقول لقد سمعنا في الإنجيل يسوع يعلم تلاميذه والجمع على الجبل قرب بحيرة الجليل. إن كلمة الرب القائم من الموت والحي تدلّنا اليوم أيضًا إلى الطريق الذي يقود إلى الطوبى الحقيقيّة، وإلى الدرب الذي يقود إلى السماء. إنها مسيرة صعبة للفهم لأنها تسير بعكس التيار، لكن الرب يقول لنا أن الذي يسير فيها هو شخص سعيد.

تابع الأب الأقدس يقول "طوبى لِفُقَراءِ الرّوح، فَإِنَّ لَهُم مَلَكوتَ السَّمَوات". يمكننا أن نسأل أنفسنا كيف يمكن لشخص فقير القلب والروح – كنزه الوحيد ملكوت السماوات – أن يكون سعيدًا. لكن المبرّر يكمن في أن قلبه متجرّد وحر من الأمور الدنيوية ولذلك فهذا الشخص "يُنتظر" في ملكوت السماوات. " طوبى لِلمَحزونين، فَإِنَّهُم يُعَزَّون" كيف يمكن للمحزونين أن يكونوا سعداء؟ ومع ذلك فالذي لم يختبر في حياته الحزن والألم لن يعرف أبدًا قوّة التعزية. طوبى للذين يملكون القدرة على التأثُّر وعلى الشعور بالألم في حياتهم وحياة الآخرين. هؤلاء سينالون الطوبى لأن اليد الحنونة لله الآب ستعزيهم.

أضاف الحبر الأعظم يقول "طوبى لِلوُدَعاء". كم من المرات وعلى عكس ذلك نفقد صبرنا ونتذمّر على الدوام. لكن هذا هو درب الرب، درب الوداعة والصبر ويسوع قد سار على هذا الدرب واحتمل كل شيء بوداعة، ومحبة بنا احتمل الصليب أيضًا. "طوبى لِلجِياعِ وَالعِطاشِ إِلى البِرّ، فَإِنَّهُم يُشبَعون" نعم، إن الجياع إلى البر سيشبعون لأنهم مستعدون لقبول البرّ الأكبر الذي يمكن لله وحده أن يعطيه. و"طوبى لِلرُّحَماء، فَإِنَّهُم يُرحَمون" طوبى للذين يعرفون كيف يغفرون والذين يتحلون بالرحمة تجاه الآخرين ولا يحكمون على أحد. إن المغفرة هي ما نحتاج إليه جميعًا ولا يمكن لأحد أن يستثنى منها، لذلك وفي بداية القداس الإلهي نعترف بما نحن عليه أي بأننا خطأة. وهذا الأمر ليس بالقول فقط وإنما هو فعل حقيقي: "هاءنذا يا رب، فارحمني". وبالتالي فإن كنا نعرف أن نمنح الآخرين المغفرة التي نطلبها لأنفسنا فنحن نستحق الطوبى عندها.              

تابع الأب الأقدس يقول "طوبى لِلسّاعينَ إِلى ٱلسَّلام، فَإِنَّهُم أَبناءَ ٱللهِ يُدعَون" لننظر في وجه الذين يزرعون الزؤان هل هم سعداء؟ لا، لا يمكنهم أن يكونوا سعداء. أما الذين يسعون يوميًّا بصبر ليزرعوا السلام فهؤلاء هم صانعو السلام والمصالحة، وهؤلاء يستحقون الطوبى لأنهم حقًّا أبناء أبيننا الذي في السماوات الذي أرسل ابنه إلى العالم كبذرة سلام للبشريّة.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول أيها الإخوة والأخوات الأعزاء هذا هو درب القداسة وهو أيضًا درب السعادة. إنه الدرب الذي سار فيه يسوع لا بل إنه هذا الدرب. لنطلب من الرب نعمة أن نكون أشخاصًا بسطاء ومتواضعين، ونعمة أن نعرف كيف نبكي؛ نعمة أن نعمل من أجل البرّ والسلام؛ وبشكل خاص نعمة أن نسمح لله بأن يغفر لنا لنصبح أدوات لرحمته. هكذا فعل القديسون الذين سبقونا إلى الموطن السماوي، وهم يرافقوننا في مسيرة حجنا الأرضي ويشجّعوننا على المضيّ قدمًا. لتساعدنا شفاعتهم على السير في درب يسوع ولتنل السعادة الأبديّة لإخوتنا وأخواتنا الموتى الذين نقدم من أجلهم هذه الذبيحة الإلهيّة.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.