2015-10-27 10:19:00

البابا فرنسيس: الكاردينال كوريتس شاهد شجاع للإنجيل


أبرق قداسة البابا فرنسيس عصر أمس الاثنين إلى رئيس أساقفة براتيسلافا ورئيس مجلس أساقفة سلوفاكيا المطران ستانيسلاف زفولنسكي معزّيًا بوفاة الكاردينال يان خريزوستوم كوريتس الراهب اليسوعي والأسقف السابق لأبرشية نيترا في سلوفاكيا والذي توفي صباح السبت الرابع والعشرين من تشرين الأول أكتوبر عن عمر يناهز الحادي والتسعين سنة.

قال الأب الأقدس إنه تلقى بحزن نبأ وفاة الكاردينال يان خريزوستوم كوريتس وأشار إلى أن الكاردينال كوريتس كان راعيًا سخيًّا أظهر من خلال خدمته الكنسيّة الطويلة أنه شاهد شجاع للإنجيل ومدافع مقدام عن الإيمان المسيحي وحقوق الشخص البشري. وذكّر البابا فرنسيس في برقيّته أن الكاردينال يان خريزوستوم كوريتس قد سُجن خلال نظام الحكم الشيوعي التشيكوسلوفاكي وإذ مُنع لسنوات من مزاولة خدمته الأسقفيّة بحريّة، بقي مُثابرًا في التزامه يعطي مثالاً للقوة والثقة بالعناية الإلهيّة والأمانة لكرسي بطرس. وختم البابا فرنسيس برقيّته بالقول أشكر الرب لأنه أعطى كنيسته هذا الكاهن والأسقف المميّز وأرفع الصلوات الحارة إلى الله لكي يقبل في فرحه الأبدي خادمه الصالح والأمين هذا.

ولد الكاردينال يان خريزوستوم كوريتس في أبرشيّة نيترا في الثاني والعشرين من كانون الثاني يناير لعام 1924. دخل الرهبنة اليسوعيّة في الخامس عشر من أيلول سبتمبر عام 1939، أوقف دروسه الفلسفيّة عام 1950 بعد أن أوقف النظام الشيوعي جميع الرهبانيات والجماعات المكرسة. سيم كاهنًا في الأول من تشرين الأول أكتوبر عام 1950، وفي الرابع والعشرين من آب أغسطس عام 1951، وهو ابن سبع وعشرين عامًا، نال السيامة الأسقفية في السرّ على يد المطران بافول هنيلينكا. عمل في مصنع لتسع سنوات متتالية حيث مارس في الخفاء خدمته الكهنوتية والأسقفية دون أن يتم كشفه، إلى أن تم إيقافه وحُكم عليه بالسجن لمدة اثنتي عشرة سنة في الحادي عشر من آذار مارس عام 1960.

أُطلق سراحه عام 1968 وكان بحالة صحيّة خطيرة، وفي ذلك العام احتفل بالذبيحة الإلهية للمرة الأولى بشكل علني. نال جواز سفر إلى روما عام 1969 حيث التقى بالبابا بولس السادس وفي تلك المناسبة نال الشارات الأسقفية بشكل رسمي بعد ثمانية عشرة سنة من سيامته الأسقفية. بعد إطلاق سراحه عمل أولاً كعامل تنظيفات في براتيسلافا وبعدها في مصنع كيميائي. ألقي عليه القبض مُجددًا عام 1974 وسُجن لمدّة أربع سنوات، أُطلق سراحه بعدها بسبب حالته الصحيّة، فعاد وعمل كعامل تنظيفات حتى عام 1984. خلال نظام الحكم الشيوعي منح الكاردينال يان خريزوستوم كوريتس السيامة الكهنوتية سرًّا لمائة وعشرين كاهنًا.

عُيِّن أسقفًا لأبرشيّة نيترا من السادس من شباط فبراير عام 1990 حتى التاسع من حزيران يونيو عام 2005 ورئيسًا لمجلس أساقفة سلوفاكيا من عام 1990 إلى عام 1993، أعلنه القديس يوحنا بولس الثاني كاردينالاً في كونسيستوار الثامن والعشرين من حزيران يونيو عام 1991. له مؤلفات عديدة وأشهرها كتاب "ليل البرابرة" الذي تمّت ترجمته إلى لغات عديدة (The Night of The Barbarians: Memoirs of the Communist Persecution of the Slovak Cardinal)، وعلى الرغم من تقدّمه بالسن والمشاكل الصحية التي كان يُعاني منها بقي الكاردينال يان خريزوستوم كوريتس إحدى أهمّ الشخصيات التي تمتّعت بتأثير أخلاقي في المجتمع السلوفاكي.

وتجدر الإشارة إلى أنه مع وفاة الكاردينال يان خريزوستوم كوريتس أصبح عدد مجمع الكرادلة مؤلفًا من مائتين وثمانية عشرة كاردينالا بينهم مائة وثمانية عشرة كاردينالاً ناخبا. 

        








All the contents on this site are copyrighted ©.