2015-10-26 14:29:00

البابا يلتقي المشاركين في زيارة الحج العالمية للغجر ينظمها المجلس البابوي لرعوية المهاجرين والمتنقلين


التقى قداسة البابا فرنسيس ظهر الاثنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان المشاركين في زيارة الحج العالمية للغجر، ينظمها المجلس البابوي لرعوية المهاجرين والمتنقلين وذلك في الذكرى الخمسين للزيارة التاريخية التي قام بها البابا بولس السادس إلى مخيم الغجر في بوميتسيا وتحديدا في السادس والعشرين من أيلول سبتمبر من عام 1965. ووجه الأب الأقدس كلمة رحّب فيها بجميع الحاضرين وشكرهم على إحياء ذكرى اللقاء التاريخي للطوباوي بولس السادس مع الشعب الغجري خلال زيارته بوميتسيا، وأضاف البابا فرنسيس: مذ ذاك اللقاء وحتى اليوم، كنا شهودا على تغيرات كبيرة إن في حقل البشارة بالإنجيل أو الرقي الإنساني، الاجتماعي، والثقافي لجماعتكم، كما وأشار إلى أن تنامي عدد الدعوات الكهنوتية والشماسية والدعوات للحياة المكرسة، هو علامة قوية للإيمان والنمو الروحي...

توجه الأب الأقدس في كلمته للأشخاص المكرسين قائلا إن إخوتهم وأخواتهم ينظرون بثقة ورجاء إلى دورهم وأضاف أنهم مدعوون ليكونوا دائما شهودا للشفافية الإنجيلية من أجل تعزيز ولادة ونمو الدعوات الجديدة والاعتناء بها، وليكونوا أيضا مرافقين ليس في المسيرة الروحية فقط، وإنما أيضا في الحياة اليومية مع أتعابها وأفراحها وهمومها. وتابع البابا فرنسيس كلمته مشيرا إلى أنه يعرف مصاعب شعبهم وأنه خلال زيارته بعض رعايا أبرشية روما في الضواحي، قد تسنى له الإصغاء إلى مشاكلهم وهمومهم، ورؤية الأوضاع التي يعيشها كثيرون بينهم بسبب غياب العمل ووسائل العيش الضرورية، ما يتعارض مع حق كل شخص في الحياة الكريمة والعمل اللائق، والتعليم والرعاية الصحية...

وأضاف البابا أن النظامين الأخلاقي والاجتماعي يفرضان أن يتمكّن كل كائن بشري من التمتع بالحقوق الأساسية ويتحمّل واجباته. وعلى هذا الأساس، من الممكن بناء تعايش سلمي حيث تحافظ مختلف الثقافات والتقاليد على قيمها الخاصة من خلال سلوك لا يتسم بالانغلاق إنما بالحوار والاندماج. وتابع الأب الأقدس أنه لا نريد أن نرى بعد الآن مآس عائلية حيث يموت الأطفال من البرد أو يصبحون سلعًا في أيدي أشخاص سيئين... كما أشار الأب الأقدس إلى أن ما مِن أحد ينبغي عليه أن يشعر بأنه معزول، ولا يحق لأحد أن يدوس كرامة الآخرين وحقوقهم، وحث بعدها الجميع على الالتزام، وفي مدن اليوم حيث هناك الفردانية، في بناء ضواح أكثر إنسانية وعلاقات أخوّة. وأضاف أنهم يستطيعون القيام بذلك إذا كانوا قبل كل شيء مسيحيين صالحين متحاشين كل ما لا يليق بهذا الاسم: الاحتيال، الخداع والشجار... وبهذا الصدد، ذكّر البابا فرنسيس بالطوباوي زيفيرينو غيمينيز مالاّ، ابن شعبهم، والذي تميّز بفضائله، بالتواضع والنزاهة والتقوى الكبيرة لمريم العذراء...

وتابع الأب الأقدس كلمته قائلا: أصدقائي الأعزاء، لا تعطوا لوسائل الإعلام والرأي العام فرصًا للتحدث بالسوء عنكم. إنكم رواد حاضركم ومستقبلكم. وعلى غرار كل المواطنين، تستطيعون الإسهام في رفاهية المجتمع وتقدّمه، من خلال احترام القوانين والالتزام بواجباتكم والاندماج أيضا... كما وأشار البابا فرنسيس إلى أن التعليم هو الأساس لنمو سليم للإنسان، وأضاف أن ضعف المستوى التعليمي لكثير من شبابهم يمثل اليوم العائق الأساسي أمام دخول عالم العمل، وقال: من حق أبنائكم الذهاب إلى المدرسة، لا تمنعوهم من ذلك! وأكد البابا فرنسيس أن التعلّم يتيح لشبابكم أن يصبحوا مواطنين فاعلين، ومشاركين في الحياة السياسية، الاجتماعية والاقتصادية... وفي ختام كلمته للمشاركين في زيارة الحج العالمية للغجر ذكّر البابا فرنسيس بكلمات الطوباوي بولس السادس "أنتم في قلب الكنيسة".








All the contents on this site are copyrighted ©.