2015-10-23 14:49:00

البابا فرنسيس: إن الأزمنة تتغيّر وينبغي علينا نحن المسيحيين أيضًا أن نتغيّر باستمرار


"إن الأزمنة تتغيّر وينبغي علينا نحن المسيحيين أيضًا أن نتغيّر باستمرار بحريّة وفي حقيقة الإيمان" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، والتي تحدث خلالها عن التمييز الذي يجب أن تقوم به الكنيسة بالنظر إلى علامات الأزمنة بدون أن تستسلم إلى رفاهيّة التطابق وإنما من خلال السماح للصلاة بأن تلهمها.

قال الأب الأقدس: إن الأزمنة تتغيّر وعلى المسيحيين أن يفعلوا ما يريده المسيح: أي أن يقدّروا الأزمنة ويتغيّروا معها فيما يبقون راسخين في حقيقة الإنجيل، وإنما ما لا يمكن قبوله هو التطابق المطمئن الذي يجعلنا نراوح مكاننا. استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءات التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من رسالة القديس بولس إلى أهل روما والذي يبشّر من خلالها القديس بولس بالحرية التي خلصتنا من الخطيئة، ومن إنجيل القديس لوقا الذي يتحدث فيه يسوع عن علامات الأزمنة ويوبّخ فيه الجمع قائلاً: "أَيُّها ٱلمُراؤون، تُحسِنونَ تَفَهُّمَ مَنظَرِ ٱلأَرضِ وَٱلسَّماء، فَكَيفَ لا تُحسِنونَ تَفَهُّمَ ٱلوَقتِ ٱلحاضِر؟" أي زمن ابن الإنسان.

تابع الأب الأقدس يقول لقد خلقنا الله أحرارًا ولنمتلك هذه الحريّة ينبغي علينا أن ننفتح على قوة الروح القدس ونفهم جيدًا ما يحصل في داخلنا وحولنا، من خلال التمييز. فنحن لدينا الحريّة لنحكم على الأمور التي تحصل حولنا. ولكن لنحكم ينبغي علينا أن نعرف جيدًا ماذا يحصل من حولنا، وكيف يمكننا أن نفعل ذلك؟ كيف يمكننا أن نفهم ما تسميه الكنيسة معرفة علامات الأزمنة؟ فالأزمنة تتغيّر. والحكمة المسيحية تقوم على معرفة هذه التغييرات ومعرفة الأزمنة المختلفة وعلامات الأزمنة، ومعرفة معنى هذا الأمر وذاك، والقيام بهذا كله بحرية وبدون خوف.

أضاف الحبر الأعظم يقول هذا ليس بالأمر السهل، وهناك الكثير من الشروط الخارجية التي تضغط على المسيحيين وتقود العديد منهم لعدم التصرف. إنه أمر لا نقوم به عادة: نحن نتطابق ونتماثل مع الآخرين ونطمئن أنفسنا قائلين: "لقد قالوا لي هكذا"، أو "لقد سمعت هكذا"، أو "لقد قرأت كذا"... هكذا نطمئنّ... ولكن ما هي الحقيقة؟ ما هي الرسالة التي يريد الرب أن يعطيني إياها من خلال علامة الأزمنة تلك؟ لكي نفهم علامات الأزمنة من الضروري أولاً أن نصمت: أن نصمت ونراقب، وبعدها نتأمل في داخلنا. مثلاً: لماذا هناك العديد من الحروب الآن؟ لماذا حصل هذا الأمر؟ وأن نصلّي... إذًا: صمت، تأمل وصلاة. هكذا فقط يمكننا أن نفهم علامات الأزمنة وما يريد يسوع أن يقوله لنا.

تابع البابا فرنسيس إن فهم علامات الأزمنة ليس عملاً يتعلق فقط بنخبة ثقافيّة. فيسوع لا يقول لنا "أنظروا ما يقوم به تلاميذ الجامعة، أنظروا ما يقوم به الأطباء، أو أنظروا ما يقوم به المفكرون..." لا بل يسوع يتكلم مع المزارعين ببساطتهم والذين يعرفون كيف يميّزون القمح من الزؤان. إن الأزمنة تتغيّر وينبغي علينا نحن المسيحيين أيضًا أن نتغيّر باستمرار. ينبغي علينا أن نتغيّر راسخين في الإيمان بيسوع المسيح وراسخين في حقيقة الإنجيل، فيما يتغيّر موقفنا باستمرار بحسب علامات الأزمنة. نحن أحرار. نحن أحرار بفضل عطية الحرية التي منحنا إياها يسوع المسيح. لكن عملنا يقوم على رؤية ما يحصل في داخلنا ونميّز مشاعرنا وأفكارنا وماذا يحصل حولنا وان نميّز علامات الأزمنة من خلال الصمت والتأمل والصلاة.                 

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.