2015-10-16 12:57:00

البابا فرنسيس: ليحفظنا الرب من خمير الرياء


"ينبغي علينا أن نصلّي كثيرًا لكي لا نسمح لـ "فيروس" الرياء بأن يعدينا، أي ذلك الموقف الفريسي الذي يغري بالكذب ويقيم في الظلمات" هذه هي دعوة يسوع الذي حثّنا اليوم البابا فرنسيس في عظته لنقبلها في حياتنا.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من القديس لوقا والذي ينبّه فيه يسوع تلاميذه من خمير الفريسيين وريائهم وقال إن الرياء لا يملك لونًا معيّنًا لأنه يتغيّر بين مزيج الألوان، ويندسُّ ويُغري بسحر الكذب. ويسوع يحذر تلاميذه: "إِيَّاكُم وَخَميرَ الفِرِّيسيِّين"، إن الخمير هو شيء صغير جدًّا، لكن يسوع يحذّر تلاميذه كمن يتحدث عن "فيروس" معيّن، كطبيب ينبّه معاونيه من عدوى معيّنة.

تابع الأب الأقدس يقول الرياء هو طريقة العيش والتصرف والتكلم غير الواضحة، فلا تعرف إن كان الشخص يبتسم أم أنه جدّي... ليس نورًا ولا ظلمة... يتحرك بطريقة لا تبدو بأنها تهدد أحدًا، تمامًا كالحيّة، لكنه يملك سحر مزيج الألوان. يملك سحر عدم الوضوح في الأمور وعدم قول الأشياء بشكل واضح، سحر الكذب والمظاهر... ولذلك يقول يسوع للفريسيين المرائين إنهم ممتلئون من أنفسهم ومغرورون يحبون القيام في الساحات ليُظهروا أنفسهم... ولكن، وفي الوقت عينه، يطمئن يسوع الجمع قائلاً: "لا تخافوا لأنه ما مِن مَستورٍ إِلاَّ سَيُكشَف، وَلا مِن مَكتومٍ إِلاَّ سَيُعلَم"، كمن يقول أن الاختباء لن يساعد أحدًا حتى ولو كان خمير الفريسيين يحمل الناس على تفضيل الظلمات على النور.

أضاف البابا فرنسيس يقول هذا الخمير هو "فيروس" يجعلُكَ تمرض وتموت. تنبهوا منه. هذا الخمير يحملكَ إلى الظلمات، تنبّهوا منه. ولكن هناك من هو أكبر من هذا الخمير وهو الآب الذي في السماوات، ويقول لنا يسوع: "أَما يُباعُ خَمسَةُ عَصافيرَ بِفَلسَيْن، ومَعَ ذلكَ فما مِنها واحِدٌ يَنساهُ الله. بل شَعَرُ رؤوسِكم نَفسُهُ مَعدودٌ بِأَجمَعِه. فلا تخافوا، إِنَّكمُ أَثَمَنُ مِنَ العَصافيرِ جَميعًا". فأمام كل الخوف الذي نواجهه هنا وهناك والذي يسببه لنا خمير رياء الفريسيين يقول لنا يسوع إن هناك أبًا يحبّكم! هناك أب يعتني بكم!

وختم الأب الأقدس عظته بالقول هناك طريقة واحدة لتتجنبوا هذه العدوى، وهي الدرب التي يشير إليها يسوع: الصلاة. الحل الوحيد لكي لا نقع في ذلك الموقف الفريسي الذي ليس ظلمة ولا نورًا، وإنما هو مسيرة ما بين بين ولا تقود أبدًا إلى نور الله. لنصلِّ إذًا! لنصلِّ كثيرًا. يا رب إحفظ كنيستك التي هي نحن جميعنا، إحفظ شعبك لكي يحب النور، النور الآتي من الآب، الذي يأتي من أبيك الذي أرسلك لتخلّصنا. إحفظ شعبك لكي لا يصبح مرائيًّا ولا يسقط في فتور الحياة. إحفظ شعبك لكي يعيش بفرح تلك المعرفة بأنه لدينا أبًا يحبنا كثيرًا.








All the contents on this site are copyrighted ©.