اتصال هاتفي بين الوزيرين كيري ولافروف بشأن آخر التطورات السورية

إزاء التطورات الميدانية في سورية أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغاي لافروف، عبر فيها المسؤول الأمريكي عن قلق واشنطن حيال الأهداف التي تقصفها المقاتلات الروسية في سورية وهي ليست تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية. وصرح بهذا الشأن الناطق بلسان الخارجية الأمريكية جون كيربي بأن كيري أكد لمحاوره الروسي أن الولايات المتحدة قلقة حيال أهداف الغارات الجوية الروسية، موضحا أن الوزيرين لم يتطرقا ـ خلال مكالمتهما الهاتفية التي استغرقت قرابة الثلاثين دقيقة ـ إلى أي قرارات على المستوى التكتيكي. في سياق آخر، لفت المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن نبأ الصواريخ الروسية الأربعة التي وقعت داخل الأراضي الإيرانية لم يؤكد بعد علما أن الكريملين نفى صحة هذه المعلومات. 

بالمقابل دعت الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني إلى العمل معا من أجل إطلاق عملية سياسية تؤدي إلى إنهاء الحرب التي تتخبط فيها سورية موضحة أن هذه المسألة ستشكل محور مفاوضات تجري بين ممثلين عن عدد من بلدان شرقي حوض البحر الأبيض المتوسط، يشارك فيه ممثلون عن بلدان البلقان فضلا عن الأردن، لبنان وتركيا. يحصل هذا في وقت أكدت فيه المتحدثة بلسان الخارجية الروسية ماريا ساخاروفا أنه لا توجد لبلادها أي خطة للتدخل العسكري البري في سورية ودعت وسائل الإعلام الأمريكية شأن محطة سي أن أن الإخبارية وصحيفة نيويورك تايمز إلى نشر هذه التصريحات الرسمية الروسية.

في بروكسيل أعلنت وزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي على هامش مشاركتها يوم أمس الخميس في قمة وزراء الدفاع في حلف شمال الأطلسي أن مشكلة فتور العلاقة بين حلف الناتو وروسيا تكمن في غياب الحوار الإستراتيجي بين الطرفين فيما يتعلق بالمستقبل. وأكدت الوزيرة الإيطالية أنه تم التطرق إلى هذا الموضوع خلال قمة بروكسيل، فضلا عن مسألة الخروقات الروسية للمجال الجوي التركي، والتي ندد بها حلف شمال الأطلسي، والتدخل الروسي العسكري في سورية.  

إلى ذلك دعا وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون القيادة الروسية إلى ممارسة الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد كي يضع حدا لقصف المدنيين معتبرا أن التدخل الروسي في الحرب السورية زاد من خطورة الأوضاع. ولفت إلى أن بلاده ستقوم بإرسال بعض الوحدات العسكرية إلى المناطق الحدودية الشرقية لحلف شمال الأطلسي من أجل ردع أي عدوان محتمل من قبل روسيا موضحا أن هؤلاء الجنود البريطانيين سيتوجهون إلى بلدان البلطيق وبولندا.

على صعيد آخر، صرّح سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى حلف شمال الأطلسي داغلاس لوت أن روسيا قامت ـ خلال أسبوع واحد ـ بحشد عسكري هائل في قاعدتها البحرية في طرطوس فضلا عن قاعدة اللاذقية الجوية. واعتبر المسؤول الأمريكي أن هذه الخطوة العسكرية لموسكو تكثّف التواجد العسكري البحري الروسي في المنطقة، المرفق بكتيبة للمشاة ودبابات حديثة روسية الصنع وصواريخ بعيدة المدى. جاءت تصريحات لوت الصحفية عشية انعقاد اجتماع بروكسيل لوزراء الدفاع في الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، وأكد الدبلوماسي الأمريكي أن روسيا باتت تملك حاليا أكثر من عشر سفن حربية في شرق البحر الأبيض المتوسط معتبرا أن هذا الانتشار العسكري الروسي في سورية مذهل نظرا للفترة الزمنية القصيرة التي تم فيها.