2015-10-08 13:39:00

يوبيل الرحمة ـ رسالة راعوية للبطريرك فؤاد طوال


تحت عنوان: المسيح "وجه الرحمة" الإلهية، وجه بطريرك القدس للاتين صاحب الغبطة فؤاد طوال رسالة راعوية لمناسبة يوبيل الرحمة الذي أعلنه قداسة البابا فرنسيس. وكتب غبطته: في هذه الرسالة الراعوية نودّ أن ندعو جميع أبنائنا، من أساقفة وكهنة وشمامسة ورهبان وراهبات وعلمانيين، إلى التجاوب مع هذه المبادرة كي تكون سنة نعمة وبركة لنا ولمجتمعاتنا التي تعيش اليوم أصعب الأوقات وتعاني من قسوة الإنسان تجاه أخيه الإنسان. وأشار البطريرك فؤاد طوال في رسالته الراعوية إلى أن السنة المقدسة هي وقت نعمة ورحمة ومصالحة وتسامح، وأضاف أن الكنائس التي اختيرت لفتح أبوابها في أبرشية القدس في سنة اليوبيل هذه هي كنيسة الجسمانية في القدس وبازيليك البشارة في الناصرة وبازيليك القديسة كاترينا لكونها قرب مغارة الميلاد، ومزار سيدة الجبل في عنجرة بالأردن...

وممّا جاء في الرسالة الرعوية للبطريرك طوال نقلا عن الموقع الإلكتروني لبطريركية القدس للاتين: في العهد الجديد مثلان ليسوع يُظهران بجلاء العلاقة العميقة بين رحمة الله لنا ورحمتنا نحن تجاه الآخرين وهما مثل "الابن الضال" ومثل "السامري الرحيم". إن اختبار رحمة الله لنا هي الطريق الذي يؤدي بنا إلى رحمة إخوتنا وأخواتنا. بدون اختبار رحمة الله لنا، يصعب علينا أن نكون رحماء تجاه غيرنا. إن رحمة الله لنا تؤسس لرحمتنا لغيرنا "كونوا رحماء، كما أنا أباكم السماوي رحيم"... وأضاف البطريرك طوال: من الطبيعي أن تتوجّه الرحمة إلى الجميع، ولكنها تتوجه بشكل خصوصي إلى الفئات الضعيفة في المجتمع: الفقراء، المهمشين والذين قذفتهم المجتمعات إلى ضواحي المدن الكبيرة حيث يعيشون في الفقر المدقع، والمهاجرين، والمهجّرين واللاجئين والمظلومين والمحرومين والضعفاء. وتابع غبطته: هناك أعمال الرحمة الروحية والجسدية، وهذا ما يضع المؤمن أمام قوس واسع من أعمال الرحمة التي يمكن أن يقوم بها بحسب ظروفه ومواهبه وعطايا الله له، في هذه السنة المكرسة للرحمة...

أشار بطريرك القدس للاتين إلى أن الرحمة ليست نهج تعامل فردي فحسب، بل إنها أيضا نهج للحياة العامة في جميع مرافقها، وفي جميع مستوياتها واتجاهاتها. عندما تصبح الرحمة مكوِّنا من مكونات العمل العام، على جميع هذه المستويات، فإنها كفيلة بأن تنقل العالم من دائرة المصالح الأنانية إلى دائرة القيم السامية، وهذا ما يساهم في بناء عالم أفضل لكل البشر. وأضاف البطريرك طوال أنه في عالم يتوجه أكثر فأكثر نحو القسوة والعنف والظلم، تكمن دعوة المسيحي في الشهادة للرحمة الإلهية، بالتعاون مع جميع البشر ذوي الإرادة الصالحة. إن بذور الرحمة مزروعة في كافة الديانات. وما علينا إلا أن نفعّل هذه البذور لتأخذ مجراها في حياة البشر، الخاصة والعامة. وهكذا يعمل الجميع، في التضافر والتعاون، على الشهادة لعالم مختلف، يسوده العدل والسلام والمودة والرحمة والاحترام المتبادل. إننا ندعو جميع أبنائنا، في أي موقع كانوا (سياسي أو اقتصادي أو ثقافي أو اجتماعي أو عائلي) أن يحملوا في قلوبهم معاني الرحمة كي تتحول إلى ثقافة مشتركة في العالم الذي نعيش فيه...

وتحدث بطريرك القدس للاتين عن رسالة قداسة البابا فرنسيس حول "يوبيل الرحمة"، وقال إن يسوع المسيح هو وجه رحمة الآب... إن الرحمة هي من صفات الله الأساسية، وهذه الرحمة الإلهية تجاهنا هي أساس رحمتنا للآخرين، والرحمة هي نهج الكنيسة... وفي ختام رسالته الرعوية لمناسبة الاحتفال "بسنة الرحمة"، قال بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال: لنعش اليوبيل بعمق سائلين الآب مغفرة الخطايا ونشر غفرانه الرحيم ولنتبنّ الرحمة في حياتنا فنكون علامة رحمة الله في كل مرافق حياتنا.








All the contents on this site are copyrighted ©.