2015-10-06 12:27:00

أسقف حلب للكلدان: سورية تعيش وضعا مأساويا يزداد سوءا يوما بعد يوم


أجرت وكالة "آسيا نيوز" الكاثوليكية للأنباء مقابلة مع أسقف حلب للكلدان المطران أنطوان أودو الذي اعتبر أن الدمار الذي يُلحقه تنظيم الدولة الإسلامية في آثار تدمر التاريخية لا يشكل رسالة لسورية وحسب إنما للجماعة الدولية بأسرها، لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، التي تعير اهتماما مميزا بالتراث الثقافي والآثار. وجاءت هذه الكلمات تعليقا على قيام التنظيم الإرهابي بتفجير القوس الروماني الذي يتوسط مدينة تدمر الأثرية، ورأى المسؤول الديني أنه من خلال هذه الممارسات يريد أن يُظهر هؤلاء الأشخاص للعالم الخارجي قوتهم وعنفهم وسيطرته على العالمين العربي والإسلامي، واصفا ما جرى بالحملة الدعائية الكبيرة. وذكّرت وكالة آسيا نيوز بأن المديرة العامة لهيئة اليونسكو إيرينا بوكوفا وصفت ما يجري من تدمير للآثار بـ"جرائم الحرب" وطلبت مساعدة الجماعة الدولية وحثتها على رص الصفوف في وجه منظمة إجرامية تحرم الشعب السوري من المعرفة والهوية والتاريخ، كما قالت المسؤولة الأممية. 

هذا وتحدث المطران أودوا ـ في مقابلته مع آسيا نيوز ـ عن وجود وضع مأساوي في سورية يزداد سوءا يوما بعد يوم، وقال إن المواطنين السوريين باتوا فقراء ويعانون من الأمراض ويحتاجون إلى المال من أجل شراء المواد الغذائية التي ارتفعت أسعارها. واعتبر أن الميليشيات الإسلامية تريد أن تُظهر قوتها للجميع وتبين أنها تملك الأدوات اللازمة لترهيب الأشخاص مؤكدا أن الغرب ليس بمنأى عن تهديدات هذه المجموعات المتطرفة. ولفت أيضا إلى أن تنامي أعمال العنف والإرهاب يزيد من صعوبة الأوضاع التي تعيشها الجماعات المسيحية التي تواصل نزوحها عن سورية. 

وأوضح أسقف حلب للكلدان أن الكنيسة المحلية تعمل من أجل الحفاظ على الحضور المسيحي في الشرق الأوسط وفي سورية كعلامة للتعددية والكرامة، ورأى في الوقت نفسه أن الغرب لا يبدي اهتمامه بهذه الناحية، مشيرا إلى أن غياب المسيحيين يشكل خسارة لا للكنائس الشرقية وحسب إنما للإسلام أيضا. وختم المطران أودو حديثه لوكالة آسيا نيوز قائلا إن الكنيسة في سورية تسعى قدر المستطاع إلى توفير مستقبل للعائلات والشبان من خلال تقديم التربية والطعام والرعاية الصحية والدعم السيكولوجي، لكن بدون سلام وبدون حل سياسي ستستمر الحرب وأعمال العنف. وتذكّر هنا وكالة آسيا نيوز بأن الحرب السورية التي اندلعت في آذار مارس من العام 2011 حصدت أكثر من مائتين وأربعين ألف ضحية، فيما وصل عدد المهجرين ـ وفقا لمصادر الأمم المتحدة ـ إلى عشرة ملايين نسمة، بينهم أربعة ملايين لجئوا إلى تركيا، لبنان، الأردن والعراق.








All the contents on this site are copyrighted ©.