2015-09-30 13:11:00

مداخلة المطران غالاغر أمام المشاركين في قمة الأمم المتحدة حول تبني أجندة التنمية لما بعد العام 2015


ألقى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغر مداخلة يوم السبت الفائت أمام المشاركين في قمة الأمم المتحدة حول تبني أجندة التنمية لما بعد العام 2015. لفت سيادته إلى أن الكرسي الرسولي يقدّر تركيز هذه الوثيقة على مسألة استئصال الفقر والجوع بشكل يستند إلى مركزية الكائن البشري، وذكر بأن البابا فرنسيس تطرق خلال الأيام القليلة الماضية إلى مشكلة الإقصاء الاقتصادي والاجتماعي الذي يأتي بمثابة نكران للأخوة البشرية واعتداء سافر ضد حقوق الإنسان والبيئة. كما شدد البابا على ضرورة أن تُبنى أجندة أهداف العام 2030 على أسس الفهم الصحيح للأخوة الكونية واحترام قدسية كل حياة بشرية، وكل فقير ومسن وطفل ومعوق وجنين وعاطل عن العمل ومتروك.

تابع المطران غالاغر يقول إن أجندة التنمية تصير فاعلة وعملية عندما توفّر الحصول الفوري على الخيور المادية الأساسية للجميع، وعندما تحترم حق الشخص في الحصول أيضا على الخيور الروحية الأساسية. وبما أن الفقر يملك وجوها عدة يجب ألا تقتصر التنمية المستدامة على المسائل الاقتصادية والإحصائية البحتة، إذ لا بد أن تتمتع ببعد خلقي يولي اهتماما أيضا بالقيم الروحية والخلقية والدينية. وأكد المسؤول الفاتيكاني أن مصلحتنا ومصلحة أجيال المستقبل تتطلب نماذج للتنمية لا تعرض للخطر الكرامة البشرية وصحة البيئة، وهذا المبدأ تطرق إليه أيضا البابا فرنسيس في الخطاب الذي ألقاه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

وأكد سيادته أيضا أن المشاكل المعقدة المطروحة اليوم أمامنا تقتضي أن تكون لدينا الأدوات التقنية اللازمة لنتمكن من قياس التقدم والانجازات المحققة. هذا ولفت أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول إلى أن تحقيق الأهداف الإنمائية السبعة عشر يشكل تحديا كبيرا وبالتالي لا بد من الحيلولة دون استخدام الموارد المتاحة لدينا في مجالات أخرى مذكرا بأن الجماعة الدولية ومن خلال تبنيها لهذه الأجندة، اختارت أن تتخطى الأنانية وتسير في درب التعاضد: التعاضد حيال المهمشين والفقراء والأجيال المستقبلية أيضا.

ولم تخل مداخلة المطران غالاغر من الإشارة إلى العائلة التي تشكل الخلية الأساسية والطبيعية للمجتمع، وهي أيضا عامل أساسي في مجال التنمية المستدامة، فضلا عن كونها أيضا نموذجا للشركة والتضامن وسط الأمم والمؤسسات الدولية. وختم المسؤول الفاتيكاني خطابه مذكرا جميع المشاركين في قمة الأمم المتحدة 2015 بأن سكان الأرض كافة هم أعضاء في عائلة بشرية واحدة ويحتاجون إلى بعضهم البعض، كما أن لديهم مسؤوليات مشتركة ومصيرا مشتركا. وذكّر بما جاء في الدستور "فرح ورجاء" الصادر عن المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الذي أكد أن أفراح وآمال وأحزان ومخاوف أناس زماننا، لاسيما الفقراء والممتحنين هي أفراح وآمال وأحزان ومخاوف الجميع.








All the contents on this site are copyrighted ©.