2015-09-21 14:07:00

البابا فرنسيس يحتفل بصلاة الغروب في كاتدرائيّة لاهافانا


ترأس قداسة البابا فرنسيس عصر أمس الأحد صلاة الغروب مع الكهنة والرهبان والراهبات والاكليريكيين في كاتدرائيّة لاهافانا في كوبا وبعد أن استمع لشهادة حياة كاردينالا تحدّث عن الفقر وراهبة تحدّثت عن "صغار" المجتمع والأخيرين ألقى الأب الأقدس عظة استهلّها بالقول كنت قد حضرت كلمة للمناسبة انطلاقًا من القراءات الليتورجية ولكن عندما يتكلّم الأنبياء – وكل معمّد هو نبي – ينبغي علينا أن نصغي إليهم وبالتالي سنتحدث قليلاً عما قالاه هذان النبيّان.

تابع البابا فرنسيس يقول لقد ذكر الكاردينال خايمي كلمة مزعجة جدًّا بالنسبة للعالم، إنها كلمة "فقر" وقد كرّرها مرات عديدة وأعتقد أن الرب يريدنا أن نسمعها ونقبلها في قلوبنا، لأن روح العالم لا يعرفها ولا يحبّها لا بل يخفيها لأنّه يحتقرها. فروح العالم لا يحب مسيرة ابن الله الذي أخلى ذاته وصار فقيرًا وواضع نفسه ليصير واحدًا منا. لقد أخاف الفقر أيضًا ذاك الشاب السخي – الذي كان قد حفظ جميع الوصايا وعمل بها – ولكن عندما قال له يسوع: "اذهَب، بِع كُلَّ مَا عِنْدَكَ، وَوَزِّع عَلَى الْفُقَرَاءِ". َمَضَى حَزِيناً وَقَدِ اكْتَأَبَ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ. لقد خاف من الفقر. ونحن أيضًا غالبًا ما نحاول أن نخفيه ونزيله من أمام أعيننا ومن قلوبنا. لكن ككهنة ومكرسين أعتقد أنه بإمكان كلمات القديس اغناطيوس دي لويولا أن تساعدنا، فقد كان يقول إن الفقر هو حصن الحياة المكرّسة وأمّها. هو أمها لأنه يولّد فيها ثقة أكبر بالله وهو حصنها لأنه يحفظها من روح العالم. ما أكثر النفوس التي دُمَّرت! نفوس سخيّة كنفس ذلك الشاب الغني، بدأت مسيرتها بحماس لكن غنى روح العالم أطفا فيها شعلة الحب هذه.

أضاف الحبر الأعظم يقول ينبغي علينا أن نتحلى بروح الفقر والتخلي، روح ترك كل شيء من أجل إتباع يسوع. وهذا الأمر ليس من عندي، بل هذا ما يقوله لنا الإنجيل مرات عديدة في دعوة يسوع لتلاميذه الذين تركوا السفن والشباك وتبعوه، تركوا كل شيء لإتباع يسوع. إن أمُّنا الكنيسة فقيرة أيضًا، لقد أرادها الله فقيرة تمامًا كما أراد أمنا القديسة العذراء مريم فقيرة. أحبّوا الفقر محبتكم لأمّهاتكم. وأنصحكم بكلّ بساطة أن يسأل كل فرد منكم نفسه ويتأمّل: كيف أعيش روح الفقر؟ كيف أعيش روح التخلي الداخلي؟ أعتقد أنه أمر سيساعدكم كثيرًا في حياتكم المكرّسة وفي حياتكم الكهنوتيّة.

تابع البابا فرنسيس يقول لقد حدثتنا الأخت يائيليني عن الأخيرين و"الصغار". ويسوع يقول لنا بأننا سنحاسب على أساس هذا البروتوكول: " كلّ ما فعلتموه لأحد إخوتي هؤلاء الصغار فلي قد فعلتموه". يمكننا أن نجد خدمات راعوية مرضية أكثر من وجهة النظر البشريّة، لكن عندما يبحث المرء في خياره الداخلي عن الأصغر والمتروك والمريض و"الصغير" والذي لا يحبه أحد ويخدمه تكون عندها خدمته ليسوع أفضل. كم من المكرسات والمكرسين يبذلون حياتهم في ملامسة الأشخاص الذين يقصيهم العالم ويهمّشهم والذين يحتقرهم العالم ولا يريدهم! يكرسون حياتهم لإظهار حنان الله ورحمته. قد لا تعرفون أحيانًا كم هي جميلة بالنسبة لله وكم بإمكانها أن تساعدنا ابتسامة شخص مصاب بالشلل التشنجي، إنها علامة حنان الله ورحمته. وأن يبذل المرء حياته هكذا في خدمة الأشخاص الذين يقصيهم العالم ويهمّشهم هو شهادة ليسوع الذي ومن أجل رحمة الآب تجرّد من ذاته وأخلى ذاته وصار عبدًا. وهؤلاء الأشخاص الذين تخدمونه وتكرسون حياتكم من أجلهم، هم يتشبهون بيسوع، ليس لأنهم أرادوا ذلك وإنما لأن العالم قد همّشهم. أشكركم جميعًا على ما تقومون به وعلى خدمتكم للضعفاء والصغار فهناك يسطع نور يسوع، وهناك يظهر اختيارنا ليسوع.








All the contents on this site are copyrighted ©.