2015-09-20 15:42:00

البابا يترأس القداس الإلهي في هافانا: مَن أرادَ أن يكون أوَّلَ القوم، فليكن آخرَهم جميعًا وخادمَهم


في اليوم الثاني من زيارته الرسولية إلى كوبا، ترأس قداسة البابا فرنسيس عند التاسعة من صباح الأحد بالتوقيت المحلي، القداس الإلهي في ساحة لاريفولوسيون في هافانا، وألقى عظة تمحورت حول إنجيل القديس مرقس (9، 30 ـ 37) وتوقف عند السؤال الذي طرحه يسوع على تلاميذه قائلا: "فيمَ كنتم تتجادلون في الطريق"؟ وأشار إلى أنه سؤال قد يطرحه علينا اليوم أيضا: عمّا تتكلمون يوميًا؟ ما هي طموحاتكم؟ ويقول لنا الإنجيل "أنهم ظلّوا صامتين. ففي الطريق كانوا يتجادلون فيمن هو الأكبر" فقد خجل التلاميذ من أن يقولوا ليسوع عمّا كانوا يتكلمون. وأضاف البابا فرنسيس أن يسوع لا يصرّ على سؤاله، ولا يجبرهم على أن يقولوا له عمّا كانوا يتكلمون في الطريق، وعلى الرغم من ذلك فقد بقي ذاك السؤال في عقل التلاميذ وقلبهم أيضا.

"من هو الأهم؟" أضاف البابا قائلا إنه سؤال سيرافقنا طيلة الحياة وسنُدعى للإجابة عليه في مختلف مراحل الحياة ولا نستطيع الهروب من هذا السؤال لأنه مطبوع في القلب، وأشار إلى أن يسوع لا يخشى أسئلة الناس. بالعكس، فهو يعرف "خفايا" قلب الإنسان، وكمربّ صالح فهو مستعدّ ليرافقنا على الدوام. وأشار الأب الأقدس إلى أن يسوع يضع دائما أمامنا منطق المحبة، وهو منطق يستطيع الجميع أن يعيشوه، لأنه للجميع. وتوقف البابا فرنسيس من ثم عند جواب يسوع: "مَن أرادَ أن يكون أوَّلَ القوم، فليكن آخرَهم جميعًا وخادمَهم" وأشار إلى أن يسوع قلَب منطقهم قائلا لهم ببساطة إن الحياة الحقيقية تُعاش في الالتزام الملموس من أجل القريب.

تابع الأب الأقدس عظته مشيرا إلى إن الخدمة تعني بشكل كبير الاهتمام بالضعفاء في عائلاتنا ومجتمعنا وشعبنا. هم الوجوه المتألمة والمعانية التي يدعونا يسوع للنظر إليها ومحبتها بشكل ملموس. أن نكون مسيحيين يعني أن نخدم كرامة الأخوة. وأكد البابا فرنسيس أننا مدعوون جميعا للاهتمام ببعضنا البعض بمحبة، وختم عظته في ساحة لاريفولوسيون في العاصمة هافانا داعيا الجميع ليتذكّروا دوما بأن أهمية شعب، أمة، أهمية شخص، ترتكز دائما لطريقة خدمة أخوته الضعفاء. ففي ذلك نجد إحدى ثمار إنسانية حقيقية. 








All the contents on this site are copyrighted ©.