2015-09-18 13:49:00

مقابلة مركز التلفزة الفاتيكاني مع الكاردينال بارولين عشية زيارة البابا إلى كوبا وأمريكا


عشية بداية زيارة البابا الرسولية، العاشرة خارج الأراضي الإيطالية، إلى كوبا والولايات المتحدة الأمريكية أجرى مركز التلفزة الفاتيكاني مقابلة مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الذي تطرق إلى آفاق هذه الزيارة البابوية وتأثيراتها على العلاقات بين البلدين اللذين أطلقا عملية للمصالحة بعد نصف قرن من القطيعة الدبلوماسية والحظر المفروض على هافانا من قبل الولايات المتحدة. أكد نيافته أن موقف الكرسي الرسولي معروف تجاه هذه المسألة لافتا أن العقوبات التي كانت مفروضة على كوبا ولدت مشاكل وآلاما كثيرة للشعب الكوبي. هذا ثم أشار إلى أن البابا سيزور بطبيعة الحال المزار المكرس للعذراء في كوبا مشيرا إلى أن التعبد لمريم هو من مزايا الإيمان الكاثوليكي لدى شعوب أمريكا اللاتينية.

وفي رد على سؤال بشأن رمزية زيارة البابا للولايات المتحدة وخصوصا أنه سيأتي قادما من كوبا، وقد قال عنه الأساقفة الأمريكيون إنه سيأتي إلى بلادهم كمهاجر، قال أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إن البابا فرنسيس سيتطرق خلال زيارته للولايات المتحدة إلى موضوع الهجرة الشائك، خصوصا وأن هذا المسألة الآخذة بالتفاقم تشكل مصدر قلق مستمر للبابا إزاء ما نشاهده اليوم في أوروبا. وعبّر الكاردينال بارولين عن أمله بأن يُحدث البابا تبدلا في المجتمع الأمريكي الذي اختبر الهجرة على مر تاريخه، كي يتمكن القادة المحليون من إيجاد حلول ملائمة للمشاكل الراهنة على هذا الصعيد.  

وفي سياق حديثه عن إعلان قداسة جونيبير سيرّا من قبل البابا فرنسيس في واشنطن، لفت المسؤول الفاتيكاني إلى الكلمات التي ألقاها الحبر الأعظم عندما زار معهد أمريكا الشمالية في روما في الثاني من أيار مايو من العام الجاري، ووصف آنذاك هذا الكاهن بـ"أحد الآباء المؤسسين" لأمريكا، كما أنه شفيع للمواطنين الأمريكيين الكاثوليك من أصول لاتينية ويقدم لنا اليوم مثالا على الشجاعة التي نحتاج إليها كي نعلن الإنجيل.

هذا ثم تطرق الكاردينال بارولين إلى الزيارة المرتقبة للبابا إلى الكونغرس الأمريكي حيث سيوجه خطابا إلى المشرعين الأمريكيين ولفت إلى أنه سيُضمن خطابه إشارات إلى رسالته العامة الأخيرة "كن مسبحا" مع تسليط الضوء على الإيكولوجيا المتكاملة التي يتحدث عنها غالبا وتأخذ في عين الاعتبار الكائن البشري داخل الخليقة. كما سيؤكد البابا في كلمته إلى أعضاء الكونغرس على الطبيعة المتسامية للإنسان والتي تنبع منها حقوقه الأساسية، لاسيما الحق في الحياة والحرية الدينية، كما سيدعو إلى تغيير أنماط حياتنا لنكون حماةً للخلق لا متسلطين أو معتدين عليه.  

ولم تخلُ كلمة أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان من الإشارة إلى المحط الأبرز من زيارة البابا إلى الولايات المتحدة ألا وهو الاحتفال باليوم العالمي للعائلات في فيلاديلفيا والذي سيشكل خطوة أخيرة باتجاه سينودس الأساقفة حول العائلة والمزمع عقده في الفاتيكان في تشرين الأول أكتوبر المقبل. وأكد نيافته أن البابا يريد من خلال مشاركته في هذا الحدث الكنسي الهام أن يسلط الضوء على جمال الأسرة والرسالة التي يحملها الإنجيل إلى العائلات. ذلك دون أن ننسى التحديات الكبرى التي تواجه العائلة في عالم اليوم. 








All the contents on this site are copyrighted ©.