2015-09-11 14:33:00

كلمة البابا للمشاركين في لقاء "المؤسسة من أجل التنمية المستدامة" حول العدالة البيئية والتغيرات المناخية


استقبل قداسة البابا فرنسيس هذا الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في لقاء تنظمه "المؤسسة من أجل التنمية المستدامة" حول العدالة البيئية والتغيرات المناخية. ووجه الأب الأقدس كلمة لزائريه ضمّنها تحية شكر لجميع من تعاونوا من أجل تنظيم هذا اللقاء الدولي، وقال إن المناخ هو خير عام مهدّد جدّيًا اليوم وتشير لذلك ظواهر كالتغيرات المناخية والاحتباس الحراري، وأضاف أن هذه المسائل هي موضع اهتمام كبير من قبل الإعلام والرأي العام، وتدور حولها أيضا مناقشات علمية وسياسية. وتابع البابا فرنسيس أنه لا يمكننا نسيان الآثار الاجتماعية الخطيرة للتغيرات المناخية لافتًا إلى أن الفقراء هم الأكثر معاناة من هذه التبعات. ولهذا أضاف الأب الأقدس يقول ـ وكما يشير عنوان هذا اللقاء ـ إن مسألة المناخ هي مسألة عدالة وتضامن أيضا. فكرامة كل واحد هي على المحك.

أشار البابا إلى أن العلم والتكنولوجيا يضعان بين أيادينا قوة لا سابق لها، ومن واجبنا إزاء البشرية بأسرها ولاسيما إزاء الأشد فقرًا وأجيال المستقبل، أن نستخدمها لصالح الخير العام، وذكّر برسالته العامة حول العناية بالبيت المشترك، وقال: هل سينجح جيلنا بأن يُتذكّر لتحمّله بسخاء مسؤولياته الكبيرة؟ وأضاف الأب الأقدس أنه بالرغم من التناقضات الكثيرة في زمننا، لدينا دوافع كافية لتعزيز رجاء القيام بذلك، وينبغي أن ندع هذا الرجاء يقودنا، مشيرا إلى أن كل واحد مدعوّ للإجابة على ذلك شخصيًا، بحسب الدور الذي يحتله في العائلة، في عالم العمل، في الاقتصاد والبحوث، في المجتمع المدني وفي المؤسسات.

تابع البابا فرنسيس أن الحوار هو السبيل الوحيد لمواجهة مشاكل عالمنا والبحث عن حلول فاعلة حقًا، وأكد أن هذا الحوار، وكي يؤتي ثماره، ينبغي أن يكون مستوحًى من نظرة شفافة وشاسعة، ويتمّ بحسب أسلوب متكامل، يشمل كل الأطراف المعنية. ووجه البابا نداء ملحا للجميع من أجل بذل كل جهد كيما يتمكّن الأشد فقرا من إسماع صوتهم خلال البحث عن كيفيّة حل الأزمة الاجتماعية ـ البيئية. وإذ أشار إلى مواجهة التغيرات المناخية ولحدثين جوهريين الأشهر القادمة ـ التصديق على أهداف التنمية المستدامة من قبل الأمم المتحدة في نهاية الشهر الحالي، ولاسيما قمة باريس مطلع كانون الأول ديسمبر القادم ـ قال البابا فرنسيس: أقترح بأن يصبح هذا الحوار تحالفًا حقيقيًا من أجل التوصل إلى اتفاقيات بيئية عالمية فعّالة. وفي ختام كلمته إلى المشاركين في لقاء تنظمه "المؤسسة من أجل التنمية المستدامة" حول العدالة البيئية والتغيرات المناخية، قال البابا فرنسيس: نسأل الرب أن يبارك جهدنا المشترك كي تتمكن البشرية من الإصغاء لصراخ الأرض، أمّنا وأختنا، ولصراخ الأشد فقرا.








All the contents on this site are copyrighted ©.