2015-09-10 14:46:00

كلمة البابا فرنسيس للأساقفة الجدد الذين تم تعيينهم هذه السنة


استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في مؤتمر نظمه مجمعا الأساقفة والكنائس الشرقية وشارك فيه الأساقفة الجدد الذين تم تعيينهم هذه السنة. وللمناسبة، وجه الأب الأقدس لضيوفه كلمة استهلها مرحبا بهم، وقال أنتم أساقفة الكنيسة الذين دُعوا وكرّسوا حديثًا، وقد أتيتم من لقاء فريد مع القائم من الموت الذي اخترق جدران ضعفكم وملأكم بحضوره. وبالرغم من أنه يعرف إنكاركم وهروبكم وخياناتكم فقد أتى إليكم في سرّ الكنيسة ونفخ فيكم روحًا يحفظكم ويبدّل حياتكم، وبالتالي أنتم شهود للقائم من الموت وهذه هي مهمتكم الأساسيّة والتي لا يمكن استبدالها.

تابع البابا فرنسيس يقول لقد عُهدت إليكم البشارة بحقيقة تقوم عليها الكنيسة بأسرها: المسيح قام! لم يكن بإمكانه أن يبقى تحت سلطان الموت ذاك الذي أخضع حياته للحب! وهذا ليس إعلانًا سهلاً ومحسومًا. كيف يمكننا إذًا أن نعطي العالم أثمن ما لدينا؟ هل نحن قادرون على تذكّر عظمة المصير البشري، إن ضعُفت فينا شجاعة إخضاع حياتنا للحب الذي لا يموت؟ أفكِّر بالتحديات المأساوية كالعولمة التي تقرِّب من جهة ما هو بعيد وتفصل من جهة أخرى ما هو قريب؛ أفكر في ظاهرة الهجرة التاريخيّة التي تزعزع أيامنا؛ أفكر بكرامة ومستقبل العمل البشري وضياع العديد من الشباب وبعزلة العديد من المسنين. وأنا متأكّد أنه بإمكان كل منكم أن يكمّل لائحة المشاكل هذه.

أضاف الأب الأقدس يقول وكما كتبت في الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل لا ينبغي على أي إطار من حياة البشر أن يغيب عن قلب الراعي لذلك تنبّهوا من خطورة إهمال أوضاع قطيعكم المتعددة والفريدة؛ لا تمتنعوا عن اللقاء بهم؛ ولا توفروا جهودكم في إعلان كلمة الرب الحيّة؛ وحثوا الجميع على الرسالة. أدعوكم لتكونوا لجماعاتكم أساقفة مربّين ومرشدين روحيين وأساتذة تعليم مسيحي قادرين على إمساكهم بأيديهم ومرافقتهم ليصعدوا جبل طابور ويفهموا السرّ الذي يؤمنون به، وأمِّنوا لهم مظالاً يمكن للقائم من الموت أن يظهر لهم فيها مجده. لا توفروا طاقاتكم ورافقوهم في صعودهم، وأزيلوا بعناية من آذانهم كل ما يمنعهم من الإصغاء لصوت الله القائل: "هذا هَو ابنيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضيت". وتابع البابا فرنسيس يقول هذا هو الفرح الذي يجذب ويُدهش، والذي بدونه تغرق الحياة المسيحية في التعب. لذلك اعتنوا بكهنتكم لكي يُوقِظوا سحر الله هذا في الناس فيرغبون على الدوام في الإقامة في حضوره.

تابع الأب الأقدس يقول لقد ذكّرت أيضًا بالأشخاص المعمّدين الذين لا يعيشون متطلبات عمادهم. قد يكون تمّ الاعتبار مطوّلاً أن الأرض التي وقعت فيها بذار الإنجيل لم تكن بحاجة للعناية، وبالتالي قد يكونوا ابتعدوا لأنهم فقدوا ثقتهم بمواعيد الإيمان أو لأن المسيرة لتحقيقهم قد بدت لهم متطلبة جدًا. لذلك كونوا أساقفة قادرين على اعتراض طريقهم؛ اجعلوا من أنفسكم أنتم أيضًا مسافرين تائهين في الظاهر، يتساءلون عما حدث في أورشليم حياتهم لتسمحوا لهم بأن يريحوا قلوبهم التعبة. اصرفوا وقتكم للقائهم على درب عماوس، وكلموهم بالكلمات التي بإمكانها أن تكشف لهم ما ليسوا قادرين على رؤيته، وأرشدوهم في السرّ الذي يحملوه على شفاههم بدون أن يعرفوا قوّته، وأدفئوا قلوبهم بالإصغاء المتواضع والمهتمّ بخيرهم. تذكّروا أنهم قد تعرّفوا على الرب سابقًا أما الآن فينبغي عليهم أن يكتشفوه مجدّدًا لأن عيونهم قد أُظلمت خلال تلك الأثناء. ساعدوهم ليتعرّفوا على ربّهم مجدّدًا لكي يستعيدوا القوة ليعودوا إلى أورشليم.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول كرعاة مرسلين لخلاص الله المجاني، ابحثوا أيضًا عن الذين لا يعرفون يسوع أو رفضوه على الدوام. اذهبوا باتجاههم وقفوا أمامهم وانظروا بدون خوف أي "جمّيزة" قد تسلّقوا (راجع لوقا 9، 1- 10). لا تخافوا من دعوتهم للنزول لأن الرب يريد أن يدخل اليوم بيوتهم. لا يمكننا أن نستبعد إخوتنا البُعداء هؤلاء، كما ولا يمكننا ألا نقلق لمصيرهم. وإن وجدوا فينا الرب الذي يدعوهم قد يتشجّعوا ليجيبوا على الدعوة الإلهيّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.