2015-09-04 12:53:00

البابا فرنسيس: السلام هو عمل يسوع!


"هناك مرض في الكنيسة وهو زرع الانقسامات والخلافات، لكن المسيحيّين مدعوون لزرع السلام والمصالحة على مثال يسوع" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءة الأولى التي تقدّمها لنا الليتورجية اليوم من رسالة القديس بولس إلى أهل كولوسي وقال إن هذه الرسالة تُظهر لنا بطاقة هويّة يسوع، بكر الله – وهو الله عينه – وقد أرسله الآب ليصالح البشريّة مع الله بعد الخطيئة ويحقق السلام. فالسلام هو عمل يسوع، تابع البابا فرنسيس يقول، إنه عمل تنازله وطاعته حتى الموت موت الصليب، لكن عندما نتحدث عن السلام والمصالحة نحن نتحدث على مستوى صغير فيما ينبغي علينا أن نفكر بالمصالحة والسلام اللذين حققهما يسوع على مستوى أكبر. فبدون يسوع ليس هناك إمكانية للسلام أو للمصالحة، وبالتالي فإن مهمّتنا وسط أخبار الحرب والحقد هي أن نكون رجال ونساء سلام ومصالحة.

تابع البابا فرنسيس يقول سيساعدنا أن نسأل أنفسنا: هل أزرع السلام؟ على سبيل المثال بواسطة لساني هل أزرع السلام أو الخلاف؟ كم من مرّة نسمع من يقول عن أحد الأشخاص إنه يملك لسان حيّة لأنه يفعل ما فعلته الحيّة مع آدم وحواء: دمّرت السلام. وبالتالي هذا سؤال ينبغي علينا أن نسأله يوميًّا لأنفسنا: هل أزرع السلام أو الخلاف؟

أضاف الأب الأقدس يقول إن المسيحيين مدعوون ليكونوا مثل يسوع الذي جاء إلينا ليصالح ويحقق السلام. وبالتالي فإذا وجد شخص قد عاش حياته بكاملها يزرع السلام والمصالحة فهذا الشخص يستحق التقديس. لذلك ينبغي علينا أن ننمو في هذا الموقف لكي لا تكون كلماتنا أبدًا سببًا للخلاف والانقسام، لا ينبغي علينا أبدًا أن نقول كلمات تحمل إلى الحرب كما ينبغي علينا أيضًا أن نبتعد عن الثرثرة. هناك من يعتقد أن الثرثرة ليست شيئًا وبأنه لم يؤذِ أحدًا... لكن الثرثرة هي كالأعمال الإرهابيّة والشخص الذي يثرثر هو كالإرهابي لأنه يرمي القنبلة ويدمّر ويذهب، يدمّر بواسطة لسانه وبالتالي فهو لا يزرع السلام.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول لذلك، وفي كل مرّة أشعر فيها بأنني قد أقول ما يسبب الانقسام أو الخلاف ينبغي علي أن أصون لساني! وإن قمتم بهذا التمرين، وصنتم لسانكم بدلاً من أن تزرعوا الخلاف والانقسام فستكونون قد تغلّبتم على الشيطان لأن الانقسامات والخلافات هي من اختصاصه. وبالتالي فلتكن صلاتنا اليوم يا رب يا من بذلت حياتك من أجلنا، أعطني النعمة لأزرع السلام والمصالحة، أنت الذي سفكت دمك من أجلنا علّمني أن أصون لساني وألا أتحدث عن الآخرين.        








All the contents on this site are copyrighted ©.