2015-09-03 13:35:00

البابا فرنسيس: إن قدرتنا على الاعتراف بأننا خطأة تفتحنا على دهشة اللقاء بيسوع


"إن قدرتنا على الاعتراف بأننا خطأة تفتحنا على دهشة اللقاء بيسوع" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان في عيد القديس غريغوريوس الكبير.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من القديس لوقا والذي يحدثنا فيه عن الصيد العجيب عندما وثق بطرس بكلمات يسوع ورمى الشباك مجددًا بعد تعب ليل لم يُصب فيه شيئًا، وتحدث البابا في هذا الإطار عن الإيمان كلقاء مع الرب، وقال يطيب لي أن أفكر أن يسوع كان يقضي معظم وقته في النهار على الطرقات بين الناس أما في الليل فكان يختلي للصلاة وحده، لكنه كان يلتقي بالناس ويبحث عنهم. من جهتنا نجد أسلوبين للقاء بيسوع أسلوب بطرس والرسل وأسلوب الناس.

تابع البابا فرنسيس يقول يستعمل الإنجيل العبارة نفسها ليخبرنا عن دهشة الناس وبطرس والرسل: "وكانت الدهشة قدِ استَولت علَيهِ وعلى أَصحابهِ كُلِّهم"، هذه الدهشة عينها استولت أيضًا على الشعب وكانوا يقولون عنه إنه يتحدث كمن له سلطان. ولكن هناك مجموعة واحدة وبالرغم من لقائها بيسوع لم تسمح بأن تدخل دهشة اللقاء هذه إلى قلبها لأنهم كانوا مهتمّين بحساباتهم وهؤلاء هم معلمو الشريعة.

أضاف الأب الأقدس يقول حتى الشياطين كانت تعترف وتصرخ أن يسوع هو ابن الله، لكن معلمي الشريعة والكتبة كانوا منغلقين في اكتفائهم الذاتي وتعجرفهم ولم يكونوا قادرين على أن يفتحوا قلوبهم على هذه الدهشة. لقد اعترف بطرس أن يسوع هو المسيح ولكنه اعترف أيضًا أنه رجل خاطئ، لكن كبرياء معلمي الشريعة وتعجرفهم لم يسمحا لهم بأن يقوموا بهذا الاعتراف، وهنا يكمن الفرق لأن عدم القدرة على الاعتراف بأننا خطأة تبعدنا عن الاعتراف الحقيقي بيسوع المسيح.

تابع البابا فرنسيس يقول إنه الفرق بين تواضع العشار الذي يعرف خطيئته ويعترف بأنه رجل خاطئ، وكبرياء الفريسيّ الذي لا ينفك يمدح نفسه على الأمور الحسنة التي يقوم بها. إن قدرتنا على الاعتراف بأننا خطأة تفتحنا على دهشة اللقاء بيسوع ذلك اللقاء الحقيقي. لنسأل أنفسنا: في رعايانا ومجتمعاتنا، حتى بين الأشخاص المكرسين: كم من شخص بيننا بإمكانه أن يقول يسوع هو الرب؟ هناك العديد! ولكن يصعب علينا في الواقع أن نقول: "أنا خاطئ" أو "أنا خاطئة". بإمكاننا أن نقول هذا عن الآخرين عندما نُثرثر ونصبح جميعنا معلّمين في هذا الموضوع، أليس صحيح هذا الأمر؟ ولكن لكي نلتقي حقيقة بيسوع ينبغي علينا أن نقدّم هذا الاعتراف المزدوج: "أنت ابن الله وأنا خاطئ".

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول صحيح أن بطرس قد نسي دهشة اللقاء بالرب وأنكره، ولكن وبفضل تواضعه سمح للرب بأن يلتقيه مجددًا عندما التقت نظراتهما فبكى بطرس واعترف مجددًا بأنه رجل خاطئ. ليمنحنا الرب نعمة أن نلتقي به ونسمح له بأن يلتقينا. ليعطنا دهشة اللقاء هذه، ونعمة الاعتراف المزدوج: "أؤمن أنك المسيح ابن الله الحي، وأؤمن بأنني رجل خاطئ".           








All the contents on this site are copyrighted ©.