2015-08-19 12:58:00

الجامعة العربية تؤكد على ضرورة اعتماد "إستراتيجية عربية" في ليبيا


إزاء تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا عقدت جامعة الدولة العربية اجتماعا استثنائيا يوم أمس الثلاثاء للتباحث في الطلب الذي تقدمت به حكومة طبرق إلى الدول العربية لاسيما إلى مصر من أجل التدخل عسكريا في ليبيا للتصدي للدولة الإسلامية وقصف المواقع التابعة للتنظيم الإرهابي. وأقر المجتمعون بأنه إزاء حالة الفوضى الراهنة في ليبيا لا بد من اعتماد إستراتيجية عربية على الأرض تتضمن تقديم المساعدة العسكرية بيد أن الجامعة لم تقدّم أي رد واضح على مطالب حكومة طبرق المعترف بها من قبل الجماعة الدولية. واعتبرت الجامعة العربية أنه بناء على الوضع الصعب ثمة حاجة ملحة للتخطيط لإستراتيجية عربية تُنفذ على الأرض. وتطرق البيان إلى تقديم "الدعم العسكري من أجل التصدي للإرهاب واحتواء انتشاره على الأرض" دون أن يحدد طبيعة الدعم الذي يمكن أن تقدمه الدول العربية إلى السلطات الليبية. وقرر المؤتمرون في أعقاب اللقاء عقد اجتماع آخر في القاهرة في السابع والعشرين من آب أغسطس الجاري من أجل التباحث في عملية تشكيل قوة عربية مشتركة.

في غضون ذلك وضعت الأجهزة الأمنية المصرية وحرس الحدود في حالة تأهب قصوى في المناطق الحدودية الفاصلة بين مصر وليبيا، على أثر استمرار التجاوزات التي يرتكبها عناصر الدولة الإسلامية في مدينة سرت الليبية، مع العلم أن الحدود المشتركة بين البلدين تمتد على طول 1940 كيلومترا وهي عبارة عن مناطق صحراوية وجبلية تُستخدم غالبا لتهريب الأسلحة بين البلدين خصوصا بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي. هذا وقد أفادت الأنباء الواردة من ليبيا أن تنظيم الدولة الإسلامية شن سلسلة من الهجمات المسلحة ضد عدد من المباني القضائية في سرت موضحة أن تلك العمليات حملت آلاف الأشخاص على النزوح عن المدينة الليبية. وأطلقت السلطات المحلية نداء من أجل مساعدة النازحين الذين يفتقرون إلى مقومات الحياة الرئيسة شأن المياه والدقيق فيما قررت السلطات في برقة أن تُخلي المدارس من أجل توفير المأوى لحوالي ألفي عائلة نزحت عن سرت هربا من المجازر وأعمال العنف.

ننتقل إلى الشأن السوري إذ وجهت حكومة دمشق انتقادات حادة إلى المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستافان دو ميستورا معتبرة أن مهمة هذا الأخير تميّزت بالتحيّز بعد أن شجب الغارات الجوية التي شنتها طائرات النظام على إحدى أسواق دوما بالقرب من دمشق، يوم الأحد الفائت، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى في صفوف المدنيين. وأعلنت وزارة الخارجية السورية في بيان لها أن الدبلوماسي الأممي يعتمد على "ما يقوله أعداء سورية في وسائل الإعلام"، معربة عن أملها "بأن يُدين مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية القصف الذي تقوم به مجموعات إرهابية في حلب واللاذقية ودرعا، فضلا عن إقدام مقاتلي داعش وجبهة النصرة على قطع التيار الكهربائي والمياه عن مدينة حلب"، حسبما جاء في بيان الخارجية السورية. هذا وكان دو ميستورا قد ندد بالغارة الجوية على دوما وأسفرت عن سقوط ستة وتسعين قتيلا على الأقل وفقا للناشطين السوريين معتبرا أنه من غير المقبول بتاتا أن تقوم حكومة ما بمهاجمة الأسواق المكتظة بالمدنيين. يحصل هذا التطور في وقت صدر فيه إعلان عن مجلس الأمن الدولي أعرب من خلاله أعضاء المجلس وبالإجماع عن تأييدهم للنشاط الذي يقوم به دو ميستورا بشأن الأزمة السورية وحثّ المجلس جميع الأطراف على المشاركة في الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة على هذا الصعيد. 








All the contents on this site are copyrighted ©.