2015-08-02 12:18:00

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يتحدث عن يسوع "خبز الحياة"


تلا البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان.  توقف البابا في كلمته عند الفصل السادس من إنجيل القديس يوحنا، الذي يحدثنا عن الجمع عندما راح يبحث عن يسوع بعد معجزة تكثير الخبز فوجده في كفرناحوم. وقد فهم يسوع جيدا دوافع الناس فقال لهم "أنتم تطلبونني لا لأنكم رأيتم الآيات بل لأنكم أكلتم الخبز وشبعتم" (يوحنا 6، 26). ولفت البابا فرنسيس إلى أن هؤلاء الأشخاص يبحثون عن يسوع ليحصلوا منه على الخبز المادي الذي أشبعهم في اليوم السابق، ولم يدركوا أن هذا الخبز هو التعبير عن محبة يسوع، فأعطوا قيمة للخبز تفوق قيمة من يعطيه. لذا وإزاء هذا العمى الروحي سطر يسوع ضرورة تخطي تلبية الاحتياجات المادية ومع أن هذه الاحتياجات أساسية. كما أشار البابا إلى أن يسوع حدّث الجمع عن خبز لا يفنى من المستحسن أن يبحث عنه الإنسان ويقبله، فقال للجمع "لا تعملوا للطعام الذي يفنى بل اعملوا للطعام الذي يبقى فيصير حياة أبدية ذاك الذي يعطيكموه ابن الإنسان" (الآية 27). 

تابع البابا مؤكدا أن يسوع ومن خلال هذه الكلمات يريد أن يفهمنا أن الإنسان يحمل بداخله جوعا من نوع آخر لا يمكن إشباعه بطعام عادي. إنه الجوع إلى الحياة والأبدية والرب وحده قادر على إشباعه. ولفت البابا فرنسيس إلى أن يسوع يذكرنا بأن المعنى الحقيقي لوجودنا الأرضي يكمن في الأبدية، ولا بد من النظر إلى التاريخ البشري بآلامه وأفراحه من وجهة الأفق الأبدي، ويسوع هو الخبز الحي النازل من السماء يُقدم لنا كالمعنى الوحيد والحقيقي للوجود البشري. وشدد على أن هذا الخبز هو خبز الحياة المعطى لنا كي نتمكن بدورنا من إشباع الجوع الروحي والمادي للأخوة معلنين الإنجيل في كل مكان. 

هذا ثم أكد البابا فرنسيس أننا اليوم بأمس الحاجة إلى حضور الله في حياتنا اليومية. ففي الأيام المطبوعة بالعمل والقلق وفي أيام الراحة والعطلة أيضا يدعونا الرب إلى عدم التغاضي عن الخبز المادي لكن من الأهمية بمكان أن نقوي إيماننا به، وهو خبز الحياة الذي يشبع رغبتنا في الحقيقة والعدالة والعزاء. وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي وجه البابا كعادته التحيات إلى وفود الحجاج والمؤمنين القادمين من روما وأنحاء العالم كافة وحث الجميع على عدم الخوف من التقدم من سر الاعتراف على الرغم من مشاعر الخجل التي قد يشعر بها الإنسان الخاطئ، مشددا على ضرورة العودة إلى الآب الذي يسامح الجميع ويغفر كل شيء. هذا ثم تمنى للكل أحدا سعيدا وغداء شهيا!   








All the contents on this site are copyrighted ©.