2015-07-28 10:47:00

سنة على زيارة البابا إلى الكنيسة الإنجيلية في كازيرتا: مقال للمطران فورتيه


تصادف هذا الثلاثاء الذكرى السنوية الأولى للزيارة التي قام بها البابا فرنسيس في الثامن والعشرين من تموز يوليو 2014 إلى كنيسة المصالحة الإنجيلية في كازيرتا، وقد شكلت هذه الزيارة بحسب المسؤولين الفاتيكانيين خطوة إلى الأمام في مجال الحوار المسكوني والتقارب بين مختلف الكنائس المسيحية. وللمناسبة نشرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية مقالا للمطران برونو فورتيه رئيس أساقفة كييتي فاستو وأمين السر الخاص للجمعية العامة العادية الرابعة عشرة لسينودس الأساقفة حول العائلة والتي ستُعقد في الفاتيكان في شهر تشرين الأول أكتوبر المقبل.

اعتبر سيادته أن زيارة البابا هذه جاءت تعبيرا عن المسيرة المسكونية وعلاقات الصداقة والأخوة التي تجمعه مع راعي الكنيسة القس ترايتّينو الذي رحّب ترحيبا حارا بالبابا وأكد له أن مؤمني كنيسته يحبونه كثيرا. بعدها كتب المطران فورتيه أن أسقف روما ذكّر في الكلمة التي ألقاها للمناسبة بأن شعب الله سار أحيانا في حضرة الرب، وأحيانا أخرى لم يفعل ذلك، مشيرا إلى وجود مسيحيين لا يسيرون وهذا أمر مضر بهم.

كما أن القس ترايتينو نفسه أقر بأهمية المسيرة المسكونية وشدد على ضرورة الاستجابة إلى العلامات التي يقدمها لنا الرب على مر التاريخ. والبابا فرنسيس سلط الضوء على عمل الروح القدس في المسيرة نحو الوحدة، خصوصا عندما تعاش هذه المسيرة كمسكونية في التنوع وفي إطار المصالحة، كما أن هذه الوحدة تكتسب أهمية كبيرة في عصرنا الحالي، أي عصر العولمة. وذكّر الأسقف الإيطالي في مقاله بأن الوحدة التي تبحث عنها الكنيسة الكاثوليكية هي "الوحدة في التنوع" ولا بد بالتالي أن تنفتح المسكونية على إبداع الروح القدس بدون خوف أو ندم، وبدون الانغلاق على الذات. ثم تطرق بعدها للحديث عن مسكونية التواضع التي تتحول إلى مسكونية الغفران، فضلا عن مسكونية الشجاعة التي تفتح الدرب أمام الوحدة.

كما لفت المطران فورتيه في مقاله إلى الكلمات التي قالها القس الإنجيلي ترايتّينو عندما أكد أن الحقيقة تكمن في التلاقي. هذا ولم تخل كلمة البابا فرنسيس للمناسبة من الإشارة إلى ضرورة أن يعود المسيحيون إلى ما هو أساسي وجوهري، ما هو في صلب وحدة المسيحيين، أي الرب نفسه. كما لفت سيادته إلى أن الوحدة الحقيقة بين المسيحيين لا تتطلب الارتداد من كنيسة إلى أخرى بل ارتداد كل المسيحيين وكل الكنائس المسيحية إلى المسيح، موضحا أن الكنيسة التي يريدها البابا فرنسيس هي كنيسة تُقر بالمسيرة نحو الوحدة التي شاءها الرب. وختم المطران برونو فروتيه مشيرا إلى أن كل هذه التحديات أطلقتها الزيارة التي قام بها البابا فرنسيس إلى الكنيسة الإنجيلية في كازيرتا لعام خلا وتمنى أن تنير الشعلة المسكونية التي أُضيئت في المناسبة قلب الكنيسة وقلب كل تلميذ للمسيح. 








All the contents on this site are copyrighted ©.