2015-07-24 13:36:00

مداخلة رئيس الأساقفة أوزا خلال جلسة نقاش مفتوح عقدها مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مداخلة خلال جلسة نقاش مفتوح عقدها مجلس الأمن الدولي يوم أمس الخميس حول موضوع "الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية". أكد سيادته أن الكرسي الرسولي يتابع عن كثب تطور الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من صراعات عدة تتجه نحو مزيد من التصعيد، لافتا إلى أن الجماعة الدولية، التي يبدو أنها اعتادت على النزاعات، لم تفلح حتى اليوم في تقديم حل ملائم لها. وعبر المسؤول الفاتيكاني عن قلق الكرسي الرسولي بنوع خاص حيال الأوضاع الراهنة في سورية، حيث يعيش أكثر من نصف السكان أوضاعا إنسانية مأساوية نتيجة الحرب، مشيرا إلى أن هذا الوضع يتطلب التزاما متجددا من قبل الجميع بغية التوصل إلى حلول سياسية للنزاع.

ورأى رئيس الأساقفة أوزا أن الوضع في سورية يتطلب التخلي عن الكثير من المصالح الخاصة من أجل العمل لمصلحة سورية والشعب السوري. ولم يُخف قلقه حيال استمرار الممارسات الإرهابية التي ترتكبها الدولة الإسلامية في سورية كما في العراق، معتبرا أن هذا الوضع يشكل تحديا للجماعة الدولية برمتها والمدعوة إلى التعاون من أجل استئصال آفة الإرهاب التي امتدت رقعتها لتشمل بلدانا مختلفة.

وأكد مراقب الكرسي الرسولي أن لبنان والأردن يتحملان أيضا العبء الناجم عن الحرب السورية من خلال اعتنائهما بملايين اللاجئين السوريين، ولفت إلى أن حكومتي بيروت وعمان تحتاجان إلى تضامن الجماعة الدولية. وقال رئيس الأساقفة إن الكرسي الرسولي يأمل أيضا بأن تتمكن بلاد الأرز من إيجاد حل لانعدام الاستقرار المؤسساتي في أقرب وقت ممكن، والناتج بشكل رئيس عن عدم انتخاب رئيس للجمهورية.

بعدها أشار إلى معاناة المسيحيين وأتباع باقي الأقليات الدينية والعرقية في الشرق الأوسط المرغمين على مغادرة أراضيهم وبيوتهم، معتبرا أن تقلّص الحضور المسيحي يشكل خسارة كبيرة للمنطقة حيث يقدم المسيحيون إسهامهم مع باقي مواطنيهم من أجل بناء مجتمعات متناغمة والعمل لصالح الخير العام وتعزيز السلام والمصالحة والتنمية. فيما يتعلق بالاتفاق النووي بين القوى العظمى وإيران قال رئيس الأساقفة أوزا إن بعثة الكرسي الرسولي تعبّر عن تقديرها لهذا الاتفاق.

هذا ثم لفت إلى الاتفاق الشامل الذي تم التوقيع عليه بين الكرسي الرسولي ودولة فلسطين في السادس والعشرين من حزيران يونيو الماضي، معربا عن أمله بأن يشكل هذا الاتفاق حافزا للتوصل إلى حل الدولتين ووضع حد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويأتي بمثابة مثال للحوار والتعاون. وختم مؤكدا أن العملية السلمية تحرز تقدما في حال حصول مفاوضات مباشرة بين الجانبين تحظى بدعم دولي. 








All the contents on this site are copyrighted ©.