مسلسل خطف المسيحيين في ليبيا لا يعرف وقفة

تحدثت الأنباء الواردة من ليبيا هذا الاثنين عن اختطاف ثلاثة مهاجرين مسيحيين في إحدى المناطق الشرقية بالقرب من سرت على يد تنظيم الدولة الإسلامية، وعلم أن الأشخاص الثلاثة هم مصري، نيجيري وغاني، وقد نشر الخاطفون صورا لجوازاتهم. وقد تبنى التنظيم الإرهابي عملية الاختطاف من خلال بيان نُشر على أحد المواقع الإلكترونية التابعة له على شبكة الإنترنت، فيما ذكرت مصادر محلية أن عملية اختطاف المسيحيين الثلاثة حصلت في جوار بلدة نوفلية التي تُعتبر معقلا للدولة الإسلامية في ليبيا. وقد أكد نبأ الاختطاف متحدث بلسان القوات الليبية المسلحة الموالية لحكومة طبرق التي تحظى باعتراف دولي.

وجاءت هذه العملية بشكل شبه متزامن مع اختطاف أربعة مواطنين إيطاليين يوم أمس الأحد بالقرب من مجمّع لشركة إيني الإيطالية للطاقة في محلة ميليتا، وقد حصلت العملية ـ وفقا لمصادر صحفية ـ في منطقة خاضعة لسيطرة الميليشيات الإسلامية الموالية لحكومة طرابلس، وقد اختُطف الإيطاليون الأربعة فيما كانوا عائدين إلى مكان عملهم من تونس.  

يبدو أن مسلسل اختطاف المسيحيين في ليبيا لا يعرف وقفة، إذ قام تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات من الأراضي الليبية بنشر شريط فيديو في التاسع عشر من أبريل نيسان الماضي يُظهر عملية إعدام جماعي لثمانية وعشرين رجلا قيل إنهم أثيوبيون مسيحيون. وقد جاء نشر هذا الشريط في أعقاب المجزرة التي راح ضحيتها واحد وعشرون قبطيا مصريا قُطعت رؤوسهم على أحد الشواطئ الليبية.

تجدر الإشارة إلى أنه منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في العام 2011 انزلقت ليبيا إلى حالة من الفوضى ما تزال مستمرة حتى يومنا هذا، وقد أدى الوضع إلى بروز مجموعات إسلامية راديكالية من بينها تنظيم الدولة الإسلامية. كما توجد في البلاد حكومتان تتنازعان على السلطة الشرعية، واحدة في العاصمة طرابلس والثانية في طبرق شرقي البلاد. وقد تمكن الإسلاميون الراديكاليون من الإفادة من الصراع المسلح الدائر في ليبيا وحالة الفوضى العارمة فسيطروا ـ في شهر حزيران يونيو الماضي ـ على مدينة سرت الواقعة على مسافة أربعمائة وخمسين كيلومترا شرقي العاصمة طرابلس.