2015-07-20 13:22:00

البطريرك الماروني يترأس القداس الإلهي احتفالا بعيد القديس شربل


احتفالا بعيد القديس شربل، ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي يوم الأحد التاسع عشر من تموز يوليو في عنايا ـ بحضور حشد غفير من المؤمنين، وألقى عظة للمناسبة قال فيها يسعدنا أن نحتفل معًا، ككل سنة، بعيد القديس شربل قرب ضريحه، وهذه السنة ضمن احتفالات اليوبيل الخمسين على إعلانه طوباويًّا في العام 1965 ونهنئ الرهبانية اللبنانية المارونية راجين لها دوام النمو والازدهار، روحيًا ورهبانيًا وراعويًا.

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية أضاف غبطته أن القديس شربل هو رجل التحدّي والقرار ما جعله راهبًا مثاليًّا في الدير وكاهنًا ـ ذبيحة في المحبسة، متماهيًا مع المسيح حتى النهاية ذلك أنه كان ذا وجدان رهباني وكهنوتي حيّ للغاية. وهذا هو الأساس في حياة الشخص والجماعة، كل جماعة عائلية أو رهبانية أو كنسية أو وطنية. والوجدان هو معرفة الذات، الفرديّة أو الجماعيّة، في جوهرها وغايتها ومعنى وجودها. أدرك القديس شربل وجدانه المسيحي والرهباني والكهنوتي وعمل على تعميقه وعيشه مع ما فيه من تحديات، فبنى هذا الوجدان على فضائل أربع: الرغبة والعمل والجهاد والنزاهة. كانت لديه رغبة شديدة في عيش الإيمان ومحبة الله. فراح يتسلّق سلّم الفضائل ويناضل ضد التجارب ومغريات الدنيا. فكان مميّزًا، وفاعل فرق في الحياة المسيحية والرهبانية والكهنوتية.

أضاف البطريرك الماروني: جسّد القديس شربل هذه الرغبة الشديدة بالأفعال المتواضعة، الخفية، الصادقة والبنّاءة. يعمل ويصلّي في الحقل والدير، يطيع ويلبّي كل طلب وأمر، يتجرّد من ذاته، ولا يريد شيئًا لنفسه، لا أكلاً ولا شربًا ولا لباسًا، ولا أيّ شيء آخر. بل يعطي من كل قلبه وعقله وقوّته. حسبه أن يحبّ الله ويرضيه في كل عمل صالح. وجاهد بثبات ساعيًا إلى اكتساب الفضائل التي نقّت نفسه من كل الشوائب. فتميّز بصلاة عميقة لفظية وتأملية أصبحت لديه حالة حياة؛ بفقر أغناه بالله؛ بتقشّف دائم رفع قلبه إلى الغنى الإلهي؛ بقناعة وفرح حرّراه من شؤون الدنيا؛ بطاعة من دون حدود؛ بتوبة فاعلة في أعماق نفسه؛ بسلام داخلي عميق كان ينشره من حوله. أما النزاهة فجعلته صافيًا كالماء، طيّبًا كالخبز، منعشًا كالهواء. ذلك أنّه افتقر من كل شيء واغتنى بالله.

ورفع البطريرك الماروني الصلاة قائلا: أيّها القديس شربل، يا ابن أرضنا اللبنانية والمشرقية. أَرسِل نِعَمَ السماء إلى المسؤولين السياسيِين عندنا في لبنان، لكي يكونوا مثلك أصحاب قرار جريء، شجاع ومتجرّد، فيُخرجوا البلاد من أزمتها السياسية بانتخاب رئيس للجمهورية لكي تعود للمؤسسات الدستورية حياتها: للمجلس النيابي شرعيّة ممارسة صلاحياته التشريعية والرقابية، وللحكومة سهولة ممارسة صلاحياتها الإجرائية؛ ويعملوا بروح المسؤولية الكاملة على مواجهة الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة، وعلى معالجة الحالة الأمنيّة المترجرجة ومخاطرها المتعاظمة من جراء ما يجري من حولنا.








All the contents on this site are copyrighted ©.