2015-07-11 12:54:00

البابا فرنسيس يستهل زيارته للباراغواي بلقاء الممثلين عن السلطات المدنية


يواصل البابا فرنسيس زيارته الرسولية إلى أمريكا اللاتينية حيث وصل بعد ظهر أمس الجمعة بالتوقيت المحلي إلى الباراغواي، المحط الأخير من هذه الرحلة البابوية. وقد جرت مراسم الاستقبال الرسمي على أرض مطار العاصمة أسونسيون بحضور رئيس الجمهورية هوراسيو كارتيس. وبعد أن قام البابا بزيارة مجاملة إلى القصر الرئاسي التقى بممثلين عن السلطات الرسمية المحلية في حديقة القصر الجمهوري بحضور رئيس البلاد ورئيس مجلس الوزراء، وأعضاء الحكومة والكونغرس الوطني والمحكمة العليا وأعضاء السلك الدبلوماسي.

وألقى البابا خطابا استهله معربا عن شكره للاستقبال الحار الذي لاقاه ثم تذكّر التاريخ المؤلم للباراغواي خلال القرنين الماضيين لافتا بنوع خاص إلى المعاناة الناجمة عن الحرب والصراعات بين الأخوة، وغياب الحريات وانتهاكات حقوق الإنسان. هذا ثم عبّر البابا عن تقديره للعزيمة وروح التفاعل اللذين يتميّز بهما أهالي الباراغواي وساهما في تخطي الخلافات وإطلاق الجهود الرامية إلى بناء أمة مزدهرة ومسالمة.

وفي سياق حديثه عن الصراعات التي جرت في الماضي مع دول أمريكية لاتينية أخرى، عبّر البابا فرنسيس عن تقديره لنساء الباراغواي اللواتي عرفن كيف يتعاملن مع المجازر التي ذهب ضحيتها رجالهن، واعتبر البابا أن تلك الحرب كانت مدمرة ووصلت إلى حد القضاء على الأخوة بين الشعوب. وقال إن تلك النساء حملن على أكتافهن العبء الأكبر، وتمكنّ من الاعتناء بعائلاتهن وبلادهن، وبعثن في الأجيال الجديدة الأمل بغد أفضل. وأضاف "فليبارك الرب نساء الباراغواي، اللواتي هن أعظم نساء أمريكا اللاتينية.

بعدها أشار البابا فرنسيس إلى الذكرى المرتكزة إلى العدالة والمتحررة من مشاعر الانتقام والحقد وتحدث عن عبثية الحرب. وتابع يقول "لا للحرب بعد الآن أيها الأخوة! دعونا نبني السلام دائما! حتى إذا كان بناء السلام جهدا يوميا، سلام الحياة اليومية، وهذا ما نساهم به جميعا من خلال التخلي عن الأفعال المتغطرسة والكلمات المسيئة والمواقف المتعجرفة ومن خلال تعزيز التفاهم والحوار والتعاون.

وأكد البابا أن الباراغواي ملتزم منذ بضع سنوات في بناء مشروع ديمقراطي صلب ومستقر وفي مكافحة الفساد والتشجيع على تعزيز البنى والمؤسسات الديمقراطية. كما حث الجميع على إرساء أسس الحوار كوسيلة مميزة من أجل تحقيق الخير العام استنادا إلى ثقافة التلاقي والاحترام والإقرار بالاختلافات المشروعة وبآراء الآخرين وكل ذلك في سبيل تخطي الصراعات والانقسامات الأيديولوجية.

ولم تخل كلمة البابا من الإشارة إلى أهمية الاعتناء بالفقراء والمحتاجين، وأشار إلى الجهود الحثيثة التي تُبذل كيما يسير الباراغواي في درب النمو الاقتصادي، لافتا على سبيل المثال إلى الانجازات الهامة التي تمت على صعيدي التربية والصحة. وحث جميع المعنيين على متابعة الجهود من أجل توفير التعليم للأطفال والسكن للعائلات والعمل الكريم للعمال والأراضي الزراعية للفلاحين. كما لا بد من مكافحة أعمال العنف والاتجار بالمخدرات معتبرا أن أي تنمية اقتصادية لا تأخذ في عين الاعتبار الضعفاء والأقل حظا ليست تنمية حقيقة. في الختام أكد البابا للممثلين عن السلطات الرسمية في الباراغواي أن الكنيسة الكاثوليكية مستعدة للتعاون من أجل بناء مجتمع منصف ولا يستثني أحدا لافتا إلى درب الرحمة التي ترتكز إلى العدالة وتتخطى المحبة وتنيرها كي لا يبقى أي شخص على هامش المجتمع.








All the contents on this site are copyrighted ©.