2015-07-09 13:04:00

خطاب البابا فرنسيس إلى الممثلين عن المجتمع المدني في بوليفيا


بعد وصوله إلى العاصمة البوليفية وفي أعقاب حفل الاستقبال الذي جرى على أرض المطار توجه البابا فرنسيس إلى كاتدرائية العاصمة لاباز حيث كان له لقاء مع ممثلين عن السلطات المدنية في البلد الأمريكي اللاتيني. ووجه البابا للحاضرين خطابا أكد فيه أنه إذا ما سيطرت على السياسة المضاربات الوهمية المالية والاقتصادية ترتكز فقط إلى النموذج التكنوقراطي والنفعي، ولا يمكن بالتالي حل المشاكل الكبيرة التي ترزح تحت وطأتها البشرية.

هذا ووصف البابا أرض بوليفيا بالبريئة والجميلة لافتا إلى الاستغلال والجشع والأنانية التي طبعت تاريخ البلاد وأكد أنه آن الأوان لتحقيق الاندماج اليوم. واعتبر أنه من بوليفيا يمكن أن ترشح خلاصات ثقافية جديدة، مشيرا إلى جمال البلدان التي تنجح في تخطي الريبة وفي دمج الشرائح المختلفة، وتجعل من هذا الاندماج عاملا جديدا للنمو.

وأكد البابا فرنسيس أن هذه الأمور كلها تتم من خلال احترام كرامة الشخص البشري، لافتا إلى وجود ترابط وثيق بين البيئة الطبيعية وتلك الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وهذا ما أشار إليه في رسالته العامة الأخيرة "كن مسبحا". وعاد البابا ليندد بالمنطق النفعي الذي ترتكز إليه بعض الأنظمة الاقتصادية ويتمثل ببلوغ الحد الأقصى من الإنتاج، واعتبر أنه لا بد من التغلب على هذا المنطق بغية تخطي المشاكل التي تعاني منها اليوم الأسرة البشرية. ومن هذا المنطلق شدد البابا فرنسيس على ضرورة أن يؤخذ في عين الاعتبار التقاليد الشعبية والدور الذي تضطلع به الديانات على هذا الصعيد.

وفي معرض حديثه عن الحريات الدينية لفت البابا إلى أن الإيمان لا يمكنه أن يقتصر فقط على النطاق الذاتي الصرف. كما حث البابا الممثلين عن المجتمع المدني في بوليفيا على عدم الخلط بين مبدأي الخير العام والرخاء، لافتا إلى أن الرخاء الذي يرتكز فقط إلى الوفرة المادية يميل إلى الأنانية، وعوضا عن مساعدة المجتمعات يتحول الرخاء إلى أداة للصراعات المحتملة والتفتت الاجتماعي ويولد شر الفساد.

وفي ختام خطابه في كاتدرائية لا باز تطرق البابا إلى القيم الإيجابية للعائلة، وأكد أن عدم تعزيز الأسرة يعني ترك الأشخاص الأكثر هشاشة بلا حماية، ولفت أيضا إلى موضوع الهجرة معتبرا أن كل بلد يبحث عن الخير العام لا يسعه الانغلاق على ذاته ومشيرا إلى أن شبكات العلاقات توطد أسس المجتمع وختم داعيا إلى بناء الجسور عوضا عن تشييد الجدران.








All the contents on this site are copyrighted ©.