2015-07-08 12:52:00

البابا يتلقي ممثلين عن المجتمع المدني في الإكوادور ويتحدث عن أهمية التغلب على ثقافة الإقصاء


في إطار زيارته الرسولية للإكوادور التقى البابا فرنسيس في تمام الساعة السادسة من مساء أمس الثلاثاء بالتوقيت المحلي ممثلين عن السلطات المدنية في البلاد، وتم اللقاء في كنيسة القديس فرنسيس بالعاصمة كيتو، والتي تُعتبر المبنى الكاثوليكي الأقدم في أمريكا اللاتينية بأسرها. وتسلم البابا للمناسبة مفاتيح المدينة الرمزية من يد عمدة كيتو ثم ألقى خطابا شدد فيه على ضرورة أن يتعلم المجتمع من الأسرة كي لا يشعر أي شخص بأنه منبوذ، مشددا بالتالي على أهمية التغلّب على ثقافة الإقصاء.

ولفت البابا إلى أنه في كنف العائلة يساهم الأفراد كافة في مشروع مشترك، ويعملون جميعا لصالح الخير المشترك دون إلغاء الفرد بل من الأهمية بمكان أن يُنظر إلى الخصم السياسي وإلى الجار بالأعين نفسها التي نرى بها أفراد عائلتنا وأقرباءنا. بعدها تساءل البابا ما إذا كنا نحب بلدنا والجماعة التي نسعى إلى بنائها، لافتا إلى أن المحبة يُعبر عنها بالأفعال أكثر من الأقوال. واعتبر أن المجانية تشكل ركنا أساسيا للعدالة ويجب أن نُدرك أن ما نلناه كعطية ينبغي أن نضعه بتصرف الآخرين، كي يُثمر وتنتج عنه الأعمال الصالحة.

هذا ثم ذكّر البابا بأن الخيور موجهة للجميع، ثم توجه إلى السكان الأصليين القادمين من منطقة الأمازون وقال إن استغلال الموارد الطبيعية المتواجدة بوفرة في الأكوادور يجب ألا يرمي إلى الربح الفوري، إذ يتعين علينا كحراس لهذه الثروة أن نتقاسم مسؤولياتنا مع المجتمع والأجيال المستقبلية. وأشار إلى وجود مناطق تحتاج إلى عناية خاصة بدافع أهميتها الكبرى بالنسبة للمنظومة البيئية العالمية. بعدها أشار البابا فرنسيس في خطابه إلى أن التضامن في المجتمع يولد من الأخوة المعاشة في العائلة، معتبرا أن هذا التضامن لا يقتصر فقط على مساعدة المحتاجين، بل ينبغي أن نكون مسؤولين عن بعضنا البعض. وإذا ما رأينا في الآخر أخا لنا ـ تابع يقول ـ لن يبقى أي شخص مهمشا أو معزولا.

أضاف البابا يقول إن على القواعد والقوانين، ومشاريع الجماعة المدنية، أن تبحث عن إدماج الآخرين، من أجل تعزيز فسحات للحوار والتلاقي والقضاء على الظلم والقمع وانتهاك الحريات. واعتبر أن الأمل في مستقبل أفضل يتطلب تقديم فرص واقعية للمواطنين، لاسيما الشبان منهم، وخلق إمكانات للعمل. وعاد ليجدد معارضته لثقافة الإقصاء التي تطال قبل كل شيء الشبان والمسنين وتحمل معها انعكاسات خطيرة تصل إلى حد الانتحار أحيانا. وهذا كله يصب في مصلحة خدام الأنانية والمال الإله الذي وُضع في صلب نظام يسحقنا جميعا كما قال البابا.

ولم يخل خطاب البابا من الإشارة إلى أهمية الحوار لأن هذا الأمر ضروري بغية الوصول إلى الحقيقة التي لا يمكن فرضها، بل يجب أن نبحث عنها بصدق وروح النقد. وأكد أن في ظل الديمقراطية التشاركية على كل القوى الاجتماعية أن تضطلع بدور ريادي، مشيرا إلى أن الكنيسة الكاثوليكية تريد أن تتعاون في مسيرة البحث عن الخير العام من خلال أنشطتها الاجتماعية والتربوية وتعزيزها للقيم الخلقية والروحية لتحمل شعاع الأمل للجميع لاسيما الأشخاص الأشد عوزا.








All the contents on this site are copyrighted ©.