2015-06-22 12:19:00

البابا فرنسيس: "الحب يُنقل على الدوام، ويبنى على الحوار"


"الحب يُنقل على الدوام، ويبنى على الحوار" بهذه الكلمات اختتم البابا فرنسيس اليوم الأول من زيارته إلى تورينو في لقائه مع شباب الأبرشيّة مجيبًا على ثلاثة أسئلة طرحوها عليه وتتمحور حول الحب والثقة في الحياة والصداقة، ودعاهم في كلمة عفويّة لعيش حياتهم بملئها في الحب سائرين "بعكس التيار" متّبعين كلمات الطوباوي بيير جورجيو فراساتي: "عيشوا حياتكم بملئها ولا تقبلوا بحياة دون المستوى"، وأكّد البابا أن دعوة الشباب هي الحب وأن الحب يُبنى على الحوار وهو ليس مجرّد شعور رومانسي وإنما هو فعل ملموس يدفعنا للتضحية في سبيل الآخرين.

هذا وسلّم البابا فرنسيس الشباب كلمة كان قد أعدّها مُسبقًا لهذا اللقاء جاء فيها: إن السؤال الأول حول الحب يدعونا لنسأل أنفسنا عن المعنى العميق لمحبة الله لنا والتي قدمها لنا الرب يسوع. فهو يظهر لنا إلى أي مدى يمكن للحب أن يصل: حتى بذل الذات الكامل والموت كما نتأمل في سرّ الكفن إذ نرى من خلاله أيقونة "الحب الأعظم". إن عظمة الحب تظهر من خلال الاهتمام بالمعوزين بأمانة وصبر؛ لذلك فالكبير في الحب هو الذي يعرف كيف يصبح صغيرًا من أجل الآخرين على مثال يسوع، الذي صار خادمًا. الحب هو اقتراب ولمس جسد المسيح في الفقراء والأخِيرين، وأن نفتح على نعمة الله حاجات الآخرين ونداءاتهم وعزلة الأشخاص الذين يحيطون بنا؛ فتدخل عندها محبّة الله وتحول الأمور وتترك فيها علامة حضوره.

تابع الأب الأقدس في ضوء هذا التحوّل يمكننا أن نجيب على السؤال الثاني حول عدم الثقة بالحياة. إن غياب العمل والرؤية للمستقبل يساهمان في إيقاف مسيرة الحياة ويضعوننا في موقف المتحفّز للدفاع: فنفكّر بأنفسنا ومصالحنا ونحدُّ من السخاء... لكن يسوع يعلّمنا أن نسير في الطريق المعاكس: "لأَنَّ الَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حياتَه يَفقِدُها. وأَمَّا الَّذي يَفقِدُ حَياتَه في سَبيلي فإِنَّه يُخَلِّصُها" (لو 9، 24). وهذا يعني أنه لا ينبغي علينا أن ننتظر الفرص الخارجيّة المناسبة لنأخذ الأمور على عاتقنا وإنما ينبغي علينا أن نُلزم حياتنا ونخلق لنا وللآخرين فرص ثقة جديدة بالمستقبل.

أضاف البابا فرنسيس لقد كان الطوباوي بيير جورجيو فراساتي شغوفًا بالصداقة. وقد كان السؤال الثالث: كيف يمكن عيش الصداقة في عالم منفتح قادر على نقل فرح الإنجيل؟ أعتقد أن بعضكم حاضرون هنا مع أصدقائهم؛ ولذلك أسألكم: في تلك الأوقات التي تكونون فيها برفقة أحد ما، هل تنجحون بإظهار صداقتكم مع يسوع في مواقفكم وتصرفاتكم؟ هل تفكرون في وقت فراغكم وتسليتكم أنكم أغصان صغيرة في الكرمة التي هي يسوع؟ أؤكّد لكم أنّكم إن فكرتم بإيمان بهذه الأمور ستشعرون بداخلكم بحيوية الروح القدس وستثمرون وستعرفون بأنكم شجعان وصبورين ومتواضعين قادرين على المقاسمة وأن تفرحوا مع الفرحين وتحزنوا مع الباكين، قادرين على محبة الذين يبغضونكم والإجابة على الشرّ بالخير، فتتمكنون هكذا من إعلان الإنجيل!

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أيها الشباب الأعزاء، لا ننسينَّ أبدًا أنه لدينا أمًّا في عائلة الكنيسة! أتمنى لكم بان تكلوا أنفسكم لهذه الأم الحنونة التي أشارت إلى حضور "الحب الأعظم" في وسط الشباب بالذات وفي حفلة عرس. العذراء هي "الصديقة المتنبّهة على الدوام لكي لا ينقص الخمر أبدًا في حياتنا". لنصلّي لكي لا تسمح بأن ينقص خمر الفرح أبدًا في حياتنا.                                     








All the contents on this site are copyrighted ©.