2015-06-15 10:46:00

البابا فرنسيس يفتتح المؤتمر الكنسي لأبرشية روما


افتتح قداسة البابا فرنسيس مساء أمس الأحد في ساحة القديس بطرس المؤتمر الكنسي لأبرشية روما، حول موضوع "ننقل إليكم ما تلقّيناه ـ نحن الأهل شهود جمال الحياة" وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب من خلالها بالمشاركين وقال كما تعلمون نحن نتأمل منذ بعض سنوات ونتساءل عن كيفيّة نقل الإيمان للأجيال الجديدة في المدينة التي تحتاج إلى ولادة جديدة أخلاقية وروحيّة حقيقيّة. إن مدينتنا بحاجة لهذه الولادة وهذا التزام مهمّ جدًّا عندما نتحدّث عن تربية الشباب التي هي مسؤوليّة الوالدين الأولى.

تابع البابا فرنسيس يقول في تشرين الأول أكتوبر سنعقد سينودس حول العائلة لمساعدة العائلات على إعادة اكتشاف جمال دعوتهم والأمانة لها. ففي العائلة تُعاش كلمات يسوع: "ما من حبٍّ أعظم من هذا أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه". من خلال عيشكم لعلاقتكم الزوجيّة وعيشكم للأبوّة والأمومة أنتم تعطون الحياة وأنتم الإثبات على أن عيش الإنجيل ممكن ويجعلنا سعداء. وأضاف لا أعرف إن كنت سأتمكن من قول كلّ شيء ولكنني أريد أن أتحدث عن الدعوة والشركة والرسالة. الكلمة الأولى هي دعوة. كتب القديس بولس أنه من الله تُستمدّ كلُّ أبوّة (أفسس 3، 15) ويمكننا أن نضيف أن كلّ أمومة أيضًا. جميعنا أبناء لكن الأبوّة والأمومة هي دعوة من الله! فالله قد اختاركم لتحبّوا بعضكم بعضًا وتنقلوا الحياة وهذه هي دعوة الوالدين! وهي دعوة جميلة لأنها تجعلنا على صورة الله ومثاله. أنتم مدعوون أيها الوالدين لتذكير جميع المعمّدين أن كل فردٍ مدعوٌّ – حتى ولو بأسلوب مختلف – ليكون أبًا أو أمًّا. حتى الكاهن والراهبة وأستاذ التعليم المسيحي مدعوون للأبوة والأمومة الروحيّتين، وهذه دعوة تكتشف يومًا بعد يوم.

أضاف الحبر الأعظم يقول إن أبناءكم يحتاجون – بالنظر إليكم – لاكتشاف جمال الحب، إذ ما من تعليم وشهادة أعظم من رؤية الوالدين يحبان ويحترمان بعضهما البعض ويغفران الواحد للآخر وهذا الأمر يملأ قلوب الأبناء بالسعادة والفرح. وبالتالي أتوجّه إليكم بسؤال وليجب عليه كل منكم في قلبه: هل تحملون أبناءكم في حبّكم المتبادل؟ إن دعوة الوالدين هي الحب، فالله قد زرع في قلوبهم الدعوة إلى الحب لأن الله محبّة، وهذه هي دعوتكم! وفي هذا الإطار تأتي الكلمة الثانية وهي الشركة. نحن نعرف أن الله هو شركة في اختلاف أقانيم الثالوث الأقدس. ودعوة الوالدين تقوم على هذا الاختلاف، كما يذكرنا الكتاب المقدس، رجل وامرأة يحبان بعضهما البعض في هذا الاختلاف. وهذا هو عمل الزواج الحرفي وعمل العائلة اليومي لينموا معًا وينمّي الواحد الآخر. هذه هي الشركة، وهذا ما يحمل إليه الحب: السير قدمًا بهذه الاختلافات وهذا التحدي يغني وينضّج الزوجين ويجعلهما يعيشان بفرح ويصبح الاختلاف تكاملاً وتبادلاً. وهذه الشركة هي ضروريّة جدًّا لتربية الأبناء. وأشار البابا فرنسيس في هذا الإطار إلى التوترات التي يمكن أن تنشأ في العائلة أحيانًا وقال إن الرب سيعطيكم القوة لتفهموا أنه بإمكانكم تخطي الشر وبأن الوحدة هي أكبر من النزاع وأنه بإمكان تضميد الجراح التي قد يسببها أحدكما للآخر وذلك باسم الحب، حب ذاك الذي دعاكم لتعيشوا في سرّ الزواج.

تابع الأب الأقدس يقول إن الزواج عطيّة ويحمل رسالة مهمّة. فأنتم معاونين الروح القدس الذي يهمس في آذانكم كلمات يسوع! كونوا أيضًا مرسلين لأبنائكم فهم سيتعلّمون من كلماتكم ومثال حياتكم أن إتباع الرب يعطي الحماس والرغبة في بذل الذات في سبيل الآخرين، يمنح الرجاء إزاء الصعوبات والآلام لأننا لسنا أبدًا وحدنا بل نحن مع الرب والإخوة. وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: لا أريد أن أختتم بدون أن أقول كلمة للأجداد، لأجدادنا. للأجداد الذين حافظوا على الإيمان في العديد من البلدان حيث منع عيش الديانة فكانوا يحملون الأطفال خفية ليعمدوهم ويعلمونهم الصلوات... لا نستحيَنَّ أبدًا بمسنّينا! فهم يعطوننا الحكمة والتعقُّل، ويساعدوننا كثيرًا. صحيح أنهم عندما يمرضون قد يتطلّبون منا الكثير من التضحيات ولكن لنفكّر جيّدًا قبل إرسالهم إلى بيوت الراحة، لأن الأجداد في بيوتنا هم غنى للعائلة! أشكركم وتذكروا أن تزرعوا الحب على الدوام!  








All the contents on this site are copyrighted ©.