2015-06-13 14:36:00

تمثال مريم العذراء سيدة فاطيما في لبنان


"إنّنا بفرح بنوي كبير نستقبل أمّنا مريم العذراء سيدة فاطيما، هاتفين: "هلمّي إلى لبنان"، وازرعي فيه سلام المسيح، وفي قلوب أبنائه المحبة الجارية من قلب يسوع الأقدس، لكي يعيشوا سعادة السلام والمحبة في وطن أنتِ تلقّبين فيه "بسيدة لبنان". وأنتِ في الواقع تحرسيه ببسط يديك الطاهرتين. ونهتف إليكِ، بكلام إلهي من سفر نشيد الأناشيد: "هلمّي من لبنان" (نشيد 4: 8) إلى بلدان هذا المشرق التي تتآكلها الحروب قتلاً وتدميرًا وتهجيرًا وإثارةً للأحقاد افتقديها بحنانك، نجيّها من ويلاتها، ألهمي المسؤولين فيها وفي خارجها لكي يحلّوا السلام والعدالة والحقيقة والرجاء": هذا ما قاله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة ألقاها مترئسا القداس الإلهي في بكركي مساء الجمعة الثاني عشر من حزيران يونيو، احتفالا بعيد قلب يسوع الأقدس ولمناسبة استقبال تمثال مريم العذراء سيدة فاطيما.

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية أضاف غبطته يقول: تأتي المناسبتان وعالمنا المشرقي يعاني من شرور النزاعات والحروب والانقسامات والإرهاب، وكأنّ قلوب البشر جفّت من المشاعر الإنسانية والمحبة والرحمة. في لبنان الانقسام السياسي، على خلفية مذهبية مرتبطة ويا للأسف بالنزاع القائم في المنطقة، يشلّه وقد بلغ الشلل ذروته في عدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ أربعة عشر شهرًا. الأمر الذي يعطّل عمل المجلس النيابي، ويعرقل الحكومة في ممارسة صلاحياتها، وهي مهددة الآن بتعطيلها هي أيضًا، ويشلّ التعيينات في المؤسسات العامة، ويستبيح مخالفة الدستور والميثاق والقوانين ويفصّلها على قياس النافذين. هذا فضلاً عن تفشّي الفوضى، وتعثّر الحركة الاقتصادية، وتوتّر الأمن، وتفاقم الفقر في العائلات اللبنانية، وإهمال حقوق المواطنين، واستباحة المال العام. إن باب الحلّ لهذه الأزمات والانقسامات هو انتخاب رئيس للبلاد. فكيف يمكن أن تعيش دولة ورأسها مبتور؟ أمّا في سوريا والعراق واليمن فنار الحرب والعنف والإرهاب تكوي شعوبها ومن بينها إخواننا المسيحيون وأبناؤنا الموارنة. فضلاً عن حالة الحرب الدائرة في فلسطين وسواها من المناطق.

إننا في عيد قلب يسوع الأقدس وأمام أمّنا مريم العذراء سيدة فاطيما ـ أضاف البطريرك الماروني ـ نصلّي بحسب طلبها في ظهوراتها من أجل ارتداد كلّ الذين يتسبّبون بالشرور التي يقع ضحيّتها المواطنون والأوطان. فالخطيئة ليست فقط على المستوى الروحي، علمًا أنّها مصدر كل شرّ، لكنها أيضًا على المستوى السياسي عندما تعطّل الخير العام، وعلى المستوى الاقتصادي عندما ترمي الناس في حالة الفقر والعوز والحرمان؛ وعلى المستوى الاجتماعي عندما تنتهك العدالة والمساواة أمام القانون وفي الحقوق والواجبات؛ وعلى المستوى الأمني عندما تعتدي على حياة المواطنين وطمأنينة حياتهم وأمنهم وتحرّكهم.

وأشار البطريرك الماروني في عظته إلى أن عبادة قلب يسوع تتجذّر في سرّ المحبة، سرّ ذبيحة الفداء، ووليمة جسد الرّبّ ودمه في القداس الإلهي. وتدعونا للتشبّه بمحبته وتواضعه ووداعته، لكي نعيش في طمأنينة وسلام: "تعالَوا إليّ يا جميع التّعبين والمثقلين بالأحمال، وأنا أريحكم. تعلّموا منّي: إنّي وديعٌ ومتواضع القلب فتجدوا راحةً لنفوسكم" (متى 11: 29). إننا نرفع صلاتنا إلى المسيح الفادي الإلهي بشفاعة أمنا مريم العذراء شريكة الفداء، كي يغسل بدمه الإلهي خطايا البشر، فيعمّ الاستقرار والسلام أرضنا المشرقية التي سقاها وطهّرها بدمه من على صليب الجلجلة، ونرفع منها، منقّاة ومطهّرة من الحديد والنار، نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.