2015-06-11 13:07:00

خطاب البابا فرنسيس إلى المشاركين في الدورة الـ39 لمنظمة الفاو


استقبل البابا فرنسيس ظهر اليوم الخميس في الفاتيكان المشاركين في أعمال الدورة التاسعة والثلاثين لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو. ووجه لضيوفه كلمة استهلها مرحبا بهم وخاصا بالذكر المدير العام للمنظمة الدولية البروفيسور خوسيه غراسيانو دا سيلفا. وعاد البابا بالذاكرة إلى الزيارة التي قادته إلى مقر الفاو بروما في العشرين من تشرين الثاني نوفمبر 2014 وتطرق بعدها إلى معاناة العديد من الأخوة والأخوات الذين يفتقرون إلى المواد الغذائية في أنحاء العالم كافة، لاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية التي يجتازها عالمنا المعاصر، مذكرا الجميع بأن الحق في الحصول على الطعام هو حق لكل كائن بشري. بعدها لفت البابا فرنسيس إلى ضرورة أن تُقام الإحصاءات والدراسات حول أعداد الجياع في العالم لكن هذا الأمر لوحده ليس كافيا مع أن المعطيات تشير إلى تراجع عدد الجياع في العالم منذ العام 1992 من جهة، بيد أن عدد سكان الأرض يواصل ارتفاعه من جهة ثانية.

هذا ولم يخف البابا قلقه حيال المعطيات المتعلقة بالهدر في الطعام، إذ إن الدراسات تشير إلى أن ثلث المنتجات الغذائية يُهدر سنويا، لذا من الأهمية بمكان أن تعمل العائلة البشرية على احتواء ظاهرة الهدر هذه كما لا بد من خلق ظروف بيئية ومناخية سليمة. كما دعا البابا الجميع إلى إعادة النظر في أنماط الحياة من أجل تغييرها كي تكفينا موارد أقل، وتساءل عن مدى تأثير الأسواق والأنظمة التي توجهها على الجوع في عالم اليوم لافتا في هذا السياق إلى الدراسات التي تشير إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية منذ العام 2008، وهذا الأمر يحمل انعكاسات خطيرة على شرائح المجتمع الأكثر فقرا وعوزا. ثم أشار البابا فرنسيس إلى القلق بشأن ظاهرة التبدلات المناخية، دون ينسى المشاكل المرتبطة بالمضاربات الوهمية المالية، وهذا ما يؤثر على أسعار القمح والذرة التي تتأرجح في أسواق البورصة.

بعدها أكد البابا في خطابه إلى المشاركين في الدورة التاسعة والثلاثين لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أن التنمية الزراعية تتعلق بالعمل في الأرض وصيد الأسماك وتربية المواشي وبالأحراج. ولا بد أن تُدرج هذه التنمية في صلب النشاط الاقتصادي، كما ينبغي أيضا تعزيز قدرة السكان المحليين على مواجهة الأزمات الطبيعية وغير الطبيعية ومقاومتها مع أخذ مختلف المتطلبات في عين الاعتبار. وأكد البابا أنه أحيانا ينتابنا الشعور بأن آفة الجوع في العالم مشكلة مستعصية يصعب حلها لافتا إلى ضرورة أن يوضع التعاضد في صلب العلاقات الدولية من أجل انتهاج ما سماه البابا بـ"سياسة الآخَر". وسلّط البابا الضوء أيضا على ضرورة تربية الأجيال الفتية على أنماط التغذية السليمة، مشيرا أيضا إلى أن ظاهرة التبدلات المناخية تدفع بالعديد من السكان إلى الهجرة وما يحمل هذا الأمر معه من مآس إنسانية، ناتجة عن النقص في الموارد لاسيما المياه.

وختم البابا فرنسيس خطابه مؤكدا أن الأمن الغذائي يمكن تحقيقه على الرغم من الاختلافات الجغرافية والاقتصادية والثقافية ـ الغذائية وهذا يتطلب توحيد الجهود على هذا الصعيد معتبرا أنه يمكننا أن نبدأ من خلال خطوات صغيرة تضمن استدامة لمستقبل العائلة البشرية. وأكد لضيوفه أن الكنيسة تتعاون مع الفاو من خلال مؤسساتها ومبادراتها المتنوعة مدركة أن موارد الأرض محدودة واستخدامها بطريقة مستدامة أمر بالغ الأهمية من أجل تحقيق التنمية الزراعية والغذائية.








All the contents on this site are copyrighted ©.