2015-06-04 13:13:00

مقابلة مع الكاردينال بارولين حول زيارة البابا إلى سراييفو


"تشجيع المؤمنين الكاثوليك الذين يعيشون في البوسنة والهرسك؛ خلق خميرة خير في تلك الأرض؛ تعزيز الصداقة والأخوّة والحوار والسلام" هذه هي الأهداف الثلاثة لزيارة البابا فرنسيس الرسوليّة إلى سراييفو بحسب أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين والتي أشار إليها في مقابلة أجراها معه مركز التلفزة الفاتيكانية قبل أيام من انطلاق الأب الأقدس.

توقّف الكاردينال بارولين في حديثه أولاً عند موضوع وشعار الزيارة الرسولية الثامنة للحبر الأعظم "السلام معكم". وشرح أننا نرى في الشعار حمامة تحمل غصن السلام ومن ثمّ هناك الصليب الذي يحوي مثلّثًا في داخله يذكّر شكليًّا بحدود البوسنة والألوان هي ألوان علم البلاد؛ أما الموضوع فهو تحيّة يسوع القائم من الموت لتلاميذه. فالبابا فرنسيس يزور البلد الذي وصفه يوحنا بولس الثاني بـ "أورشليم أوروبا" كحاج حوار وسلام.

بعدها انتقل أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان للحديث عن الأوضاع الحاليّة للبلد الذي سيستقبل الأب الأقدس وذكّر أولاً بتبعات الحرب التي تعرّضت لها البوسنة والهرسك، مع ما يفوق المائة ألف قتيل والعديد من الأشخاص الذين اضطُرّوا لترك بيوتهم كلاجئين ونازحين. ثم انتقل للحديث عن تبعات الحرب وتأثيراتها على الجماعة الكاثوليكية التي – ومنذ بدأ التسعينات وحتى اليوم – انخفض عددها إلى النصف، من ثمان مائة ألف شخص إلى أربع مائة ألف شخص، مشيرًا إلى أنه هناك اليوم رعايا بقيت فيها بضع عائلات فقط ومعظمهم من المسنين، لأن البلاد تشهد اليوم هجرة قويّة ولاسيما في صفوف الشباب بسبب نقص العمل وللبحث عن إمكانيّات أفضل في بيئات أخرى، كما وهناك أيضًا انخفاض ديموغرافيّ عام يضرب الجماعة الكاثوليكية.

ثم انتقل الكاردينال بارولين للحديث عن الهيكليّة السياسيّة المعقدة في البلاد والتي تظهر من خلال تعايش ثلاث عرقيات مؤسسة: البوسنية والصربية والكرواتيّة. وانطلاقًا من هذا المشهد المُعقّد أكّد أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان على ضرورة تحقيق مساواة جوهريّة بين جميع المواطنين وبين جميع الشرائح الاجتماعية والثقافية والسياسيّة التي تكوّن البلاد، ليتمكن الجميع بهذا الشكل من أن يشعروا بأنهم مواطنون حقيقيّون بهويّتهم الخاصة بغض النظر عن عددهم. وأضاف الكاردينال بارولين مشيرًا إلى أن هذا الأمر هو شرط أساسيّ وسيساعد في إحلال السلام لاسيما بمساعدة المجتمع الدولي الحاضر في البلاد، كما ويمكنه أن يعزز أيضًا طموحات البوسنة والهرسك للدخول في الاتحاد الأوروبي. وبهذا المعنى يمكن للبلاد أيضًا أن تصبح مثالاً للعديد من الأوضاع الموجودة اليوم في العالم حيث يعجز الوصول إلى تآلف وقبول بين الاختلافات التي تصبح سببًا للنزاع والصراع بدلاً من أن تكون غنى متبادل.

وختم أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين حديثه متمنيًا ألا تكون زيارة البابا فرنسيس إلى سراييفو مساهمة في تعزيز الخير ولتحسين البلاد فقط وإنما أن تكون أيضًا دعوة لجميع البشر وجميع البلدان لإيجاد دوافع للسلام والمصالحة والارتقاء البشري والروحي والمادي.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.