2015-06-04 12:56:00

بكركي ـ بدعوة من البطريرك الماروني لقاء للقادة الروحيين مع الموفد البابوي الكاردينال مامبرتي


 بدعوة من البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عقد يوم الأربعاء الثالث من حزيران يونيو في الصرح البطريركي في بكركي، لقاء للقادة الروحيين مع الموفد البابوي الكاردينال دومينيك مامبرتي بحضور عدد من رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية، والسفير البابوي في لبنان المطران غابرييلي كاتشا، ولفيف من الأساقفة والرؤساء العامين والرئيسات العامات. ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، ألقى البطريرك الراعي كلمة ترحيبية مما جاء فيها: لطالما لمسنا عند اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، تقديرهم العميق لمواقف قداسة البابا فرنسيس الذي يوجّه دائما وفي كلّ مناسبة نداءات من أجل إنهاء الحرب في سوريا والعراق واليمن والأراضي المقدّسة، كما أنه يوجّه دائمًا وفي مختلف المناسبات تحيّة للبنان ودوره. فهو يحمل همّ الأوضاع التي يعيشها اللبنانيون في بلدهم، كما أنّ الكنيسة تعوّل كثيرا على لبنان ودوره المميّز بين كافة الدول العربية في العيش معا مسلمين ومسيحيّين، في دولة فصلت الدين عن الدولة وهي نموذجيّة لعيشنا في هذا الشرق." وأضاف غبطته يقول: لقد كنّا في روما ووجّهنا الدعوة للكاردينال مامبرتي لزيارة لبنان. وخلال هذه الزيارة احتفل بختام شهر أيّار في بازيليك سيّدة لبنان ـ حريصا بقدّاس على نية لبنان والسلام في الشرق الأوسط. وكان له لقاء يوم الاثنين الماضي مع كلّ محاكمنا الكاثوليكية في لبنان لكونه رئيسًا لمحكمة التوقيع الرسولية العليا، وكنّا قد اتفقنا اليوم أن نلتقي مع كل المسؤولين والرؤساء الروحيين مسيحيين ومسلمين حيث ستكون مناسبة يتحدث فيها الكاردينال عن الرسالة التي حملها إلى لبنان."

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، وجه الكاردينال مامبرتي كلمة استهلها بالقول: اشكركم يا صاحب الغبطة على الكلمة الترحيبية الحارة التي وجهتموها الينا وأكثر من ذلك اشكركم على دعوتكم لنا لزيارة لبنان لكي نتشارك فرحة تعييني كردينالا واستلامي مهمتي الجديدة كرئيس لمحكمة التوقيع الرسولية العليا. لقد سررت بلقاء المسؤولين في المحاكم  هنا وفي هذا المكان ايضا في بكركي، حيث عبرت لهم باسم قداسة البابا عن اهمية هذا القطاع بالنسبة للكنيسة. كما سررت بالإحتفال بختام الشهر المريمي يوم الأحد الماضي في بازيليك سيدة لبنان. ولقد اتحدت بالصلاة مع جميع اللبنانيين لكي يحمي الله بشفاعة العذراء مريم هذا البلد وساكنيه دائما، ويحمي هذه الصيغة اللبنانية التي اتاحت للجميع وعلى مر القرون امكانية عيش وتطوير هذه الثقافة الإستثنائية التي هي وبحسب قول قداسة البابا فرنسيس ثقافة التلاقي. انه نموذج حاضر وليس من الماضي وهو صيغة حياة لا تزال سارية وصالحة وهي ما اختصرها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني بقوله ان لبنان هو اكثر من بلد انه رسالة. وتابع: انا سعيد ايضا، وتحديدا في هذا الإطار الذي نلتقي فيه، بتوجيه التحية ليس فقط لاساقفة ورؤساء عامين ورئيسات عامات الجماعة الكاثوليكية، وانما ايضا للقاء الجماعات المسيحية الاخرى والجماعات المسلمة. انا اقدر لكم تلبيتكم هذه الدعوة والحضور الى هذا اللقاء اليوم الذي هو بمثابة شهادة معبرة عن الرغبة في ان تتمكن ثقافة التلاقي من ان تكون مشتركة بين الجميع في هذا الوطن، وبين مختلف الجماعات وبهكذا تكون الضمانة الأقوى ليستمر اللبنانيون معا في بناء السلام." 

وأشار الكاردينال مامبرتي إلى أن قداسة البابا فرنسيس عبّر مرارا، وتحديدا في الآونة الأخيرة، عن قلقه من الوضع في الشرق الأوسط. وأضاف نيافته يقول: اعتقد أن هذا القلق يتقاسمه الكثيرون لأن معاناة الشعوب تثير عطف الناس أجمعين. فهذا التهديد لا يطال شعوب هذه المنطقة فقط وإنما الأمر ابعد من ذلك بكثير، لهذا فمن الضروري أن يتوقف العنف وأن تعلو المصالحة فوق كل شيء. وفي هذا المجال، فإن الجماعات المسيحية تتحمل مسؤولية خاصة. طبعا الجماعة المسيحية لديها دعوة خاصة كما قال قداسة البابا، دعوة للشهادة في بلدان المنطقة وإحداث تأثير في الجماعات التي يعيشون معها، وعليهم أن يبثوا المصالحة، ويكونوا فاعلي سلام.  ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، لفت الكاردينال مامبرتي إلى أنه، وفي إطار هذه المنطقة حيث الكثير من الصعوبات والحروب، فإن لبنان يظهر مرة جديدة كجزيرة تواجد وعيش مشترك وإيمان بالمستقبل. بالنسبة لنا هذه الصيغة اللبنانية سارية دائما وهي اليوم كما في الأمس طريقة للعيش معا، وهي مثمرة لأنه يمكنها أن تحمل السلام والازدهار. وأضاف الكاردينال مامبرتي: نعبر أيضا عن قلقنا تجاه مدة الجمود المؤسساتي الذي ومنذ عام تشل العمل الطبيعي للمؤسسات الرسمية والسياسية اللبنانية. لذلك وبعد سنة من الوضع الصعب الذي تمر به البلاد، نعتقد أنه حان الوقت، لكي بواسطة الحوار والبحث عن حلول مشتركة، تعود المؤسسات لعملها الطبيعي من خلال انتخاب رئيس للجمهورية. وختم الكاردينال مامبرتي: لهذا جئت إلى لبنان ناقلا هذه الرسالة للجميع، وأكرر أننا قريبون من اللبنانيين والكرسي الرسولي قريب منهم أيضا. وقداسة البابا ينتظر من اللبنانيين التضامن والوحدة التي تتيح لهم الاستمرار لكي يكونوا نموذجا لبلاد المنطقة. ونتمنى من كل قلبنا أن يكون بالإمكان اعطاء مثل عن الاستقرار أيضا في المجال المؤسساتي. أود مرة جديدة أن أشكركم كجماعة مسيحية ومسلمة حضرت اليوم لتؤكد من جديد على شهادة الوحدة بين الزعماء الروحيين والتي هي هامة جدا ونموذجية في لبنان.








All the contents on this site are copyrighted ©.