2015-05-26 10:21:00

البابا فرنسيس يتحدث بقلب مفتوح لصحيفة أرجنتينيّة


"لماذا تطلب دائمًا من الناس أن يصلّوا من أجلك؟ لأنني بحاجة للصلاة؛ بحاجة لصلاة الشعب التي تعضدني" هذا هو أحد المقتطفات من المقابلة التي أجراها الصحافي خوان بيريتا من صحيفة "La Voz del Pueblo" الأرجنتينيّة مع قداسة البابا فرنسيس في بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، تحدث فيها الأب الأقدس عن علاقته بالناس ومحبّته للفقراء وعن آماله ومخاوفه.

سأل خوان بيريتا الأب الأقدس عن علاقته المميزة مع الناس لاسيما عن "الجاذبيّة" التي يولّدها لدى الأشخاص، "لا أعرف ماذا يحصل فعلاً ولماذا – قال البابا – لكن يبدو وكأن الناس يفهمون ما أريد قوله، أحاول أن أكون واقعيًّا، وهذا ما تسمّونه أنتم "بالجاذبيّة" يقول لي بعض الكرادلة أنه يتعلّق ربما، في واقع أن الناس يفهمونني، ومن ثمَّ فاللقاء بالناس يفيدني، وحياتي مجبولة بهذا اللقاء مع الناس ولا يمكنني أن أعيش بدونهم.

بعدها تحدث البابا فرنسيس عن الأمور التي يفتقدها من حياته في الأرجنتين وقال: أفتقد للخروج إلى الشارع والسير في الطريق، ويضيف عندما كنت كاردينالاً كنت أحب أن أسير في الشوارع وأتنقل في القطار، فالمدينة تسحرني. وأضاف الحبر الأعظم يقول: في أحد الأيام خرجت مع السائق في نزهة وجلست في المقعد الأمامي دون أن أغلق النافذة، فعمّت الفوضى لأن الناس رأوني في السيارة وتجمعوا ليروا البابا فلم يعد بإمكاننا المرور. أعترف أنني أشتهر بعدم انضباطي وبأنني لا أسير بحسب البروتوكول لأنني أشعر بأنه بارد وممل ولكن في الأمور الرسميّة أنا أحترمه بالكامل.

بعدها سأل خوان بيريتا الأب الأقدس قائلاً: يتحدث الحبر الأعظم مرات عديدة في عظاته وخطاباته عن أهميّة القدرة على البكاء فهل يبكي الأب الأقدس؟... نعم – قال البابا فرنسيس – أبكي عندما أُفكّر في المآسي البشريّة على سبيل المثال ما يحصل الآن مع شعب روهينغيا أو أمام الأطفال المرضى، فعندما أرى هذه الكائنات الصغيرة أسأل الرب: "لماذا يحصل لهم هذا يا رب وليس لي؟" وتابع الأب الأقدس يشرح عن تأثره لدى زيارة السجون وقال أتأثر عندما أرى المساجين لأنني أفكّر بأنه ليس بإمكان أحد منا أن يكون أكيدًا أنه لن يرتكب أبدًا جريمة ما ويؤول به الأمر إلى السجن. فهؤلاء المساجين ربما لم يحالفهم الحظ في الحياة مثلي واضطروا إلى فعل أمور دفعتهم إلى السجن وهذا أمر يبكيني؛ لكنني لا أبكي أبدًا في العلن، في حادثتين فقط وصلت إلى حدّ البكاء ولكنني تمالكت نفسي وإحدى هاتين المرتين هي عندما كنت أتذكر المسيحيّين المُضطهدين في العراق وفكّرت بالأطفال وما يعانونه. ولماذا لا يريد الأب الأقدس أن يراه الناس يبكي؟ سأله خوان بيريتا، فكان الجواب لا أعرف.

بعدها سأل الصحافي الأرجنتيني البابا قائلاً: "هل تُسرّ عندما يُسمّيك الناس "بابا الفقراء"؟ الفقر – أجاب الأب الأقدس – هو جوهر الإنجيل. فيسوع قد جاء ليبشّر الفقراء، وإن نزعتم الفقر من الإنجيل فلن نفهم شيئًا منه. وأكّد البابا أن أسوء الشرور في عالم اليوم هي: "الفقر والفساد والاتجار بالأشخاص" وأوضح أن "استئصال الفقر" قد يُعتبر ربما نوعًا من المثاليّة ولكن المثاليّة هي ما يدفعنا قدمًا إلى الأمام وما أتعس الشباب الذين فقدوها! وفي هذا الإطار عدد البابا فرنسيس النقاط الثلاث التي ينبغي علينا جميعًا أن نبقيها في أذهاننا على الدوام والتي ستساعدنا في مواجهة المشاكل التي ستعترضنا في حياتنا وهي: الذكرى والقدرة على رؤية الحاضر، والمثاليّة الموجّهة نحو المستقبل. وختامًا وعلى السؤال كيف تحب أن يتذكّرك الناس، أجاب البابا فرنسيس ببساطة وقال: "كشخص التزم في صنع الخير، ولا أطلب أي شيء آخر".








All the contents on this site are copyrighted ©.